عندما تأملت في الواقع الذي نعيشه تذكرت قصة سيدنا إبراهيم وإمرأته عندما جاءتها البشرى بأنها سوف تلد غلاماً وهي قد قاربت المائة عام،
قال الله تعالى: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ && فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } سورة الذاريات، أي فلطمت وجهها تعجباً مما سيحدث.. كيف ستلد وهي عجوز عقيم لم تلد من قبل، ولأنه لم يحدث مثل هذا من قبل وكانت هذه معجزة خاصة بهم فقط .
ومع إختلاف الوصف الإصطلاحي كان هذا حال هذا النظام الفاسد مع ما طرحه وسعي إليه الإخوان على مدار السنين الماضية بالبشرى لإصلاح حقيقي في شتى المجالات سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية وكل ما نادى به الإخوان من إطلاق الحريات العامة والعدل والشورى ونشر الديموقراطية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة، وكان هذا عبارة عن وقوف الإخوان بجانب كل فرد وطني غيور على مصلحة هذا الوطن سواء كان من الحزب الوطني أو أي حزب آخر لأنهم يريدون أن يكونوا خداماً لهذا الوطن وعبيداً لله ولله فقط، ولكن كان رد النظام ذا العقلية الفرعونية ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، فاستمر في بطشه بجميع الشرفاء والقوى الوطنية وعلى رأسهم الإخوان، وبدأت الإعتقالات وأستمر مسلسل القهر والظلم والإستبداد والإستحواذ على كل فرصة تتاح للإصلاح، وكانت آخرها المهزلة التي حدثت عند تقديم أوراق الترشيح لإنتخابات المحليات، والعراقيل الغير مسبوقة التي وضعت أمام المرشحين، ومما يزيد الأمر بلاهة وغباء أنهم سوف يمنعون الناس أصلاً من دخول لجان الإنتخابات ليدلوا بأصواتهم ومع ذلك سيقوموا بتزوير النتائج، فلا أدري أهذا غباء أم تخبط في أروقة متخذى القرار..؟، أم أنهم أبوّ إلا أن يعلنوا عن إستكبارهم وبطشهم وأنهم أصحاب الكلمة وأنه لا يحدث أي شئ صغيراً كان أم كبيراً إلا بعلمهم وأمرهم، وأعتقد أن النظام وأعوانه الفاسدين قد كشفوا عن نواياهم الحقيقية التي لا تدع مجالاً للشك أنه لن تجدي أي محاولة للإصلاح مع هذه القوى الغاشمة والنظام العقيم، ولكن الحل في التغيير والتغيير الكامل والشامل لهذه المجموعة التي إحتلت مصادر العطاء في الوطن وصادرت كل الحريات ونهبت كل الخيرات وصادرت الإرادة الحقيقية للشعب وكان كل مهمتهم خدمة أنفسم وليس خدمة الشعب والوطن، وكان رد هذا النظام أنه صك وجهه وقال عجوز عقيم،والواقع أنه لم ولن تولد الحرية والديموقراطية من هذا النظام العقيم...
فالواجب على كل فرد في هذا الوطن أن يعمل على توعية الناس بحقوقهم و السعي إلى التغيير السلمي، والتضحية من أجل الوطن، وفضح كل الفاسدين والظالمين في أي مكان، ومساندة كل من يحاول السعي للقضاء على الفساد والمفسدين، وأن يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (39) سورة الأحزاب، وقال أيضاً: {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (44) سورة المائدة، فلنتوكل على الله وليكن شعارنا في سعينا شعار المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تحزن إن الله معنا)، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) سورة آل عمران. { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
أمير القلوب