١١‏/٠١‏/٢٠٠٨

**رسالة حب إلى أخي**



لعل رسالتي هذه ستكون موضع إنتقاد من الكثيرين (سيقولون أنه شخص عاطفي ولا يحكم عقله)، ولكن ستكون أيضاً موضع إتفاق مع آخرين(وهؤلاء مثلي)،وأقول أن الفلب والروح والعاطفة لهم موضعهم، والعقل والمادية والتفكير لهم موضعهم، وعلينا كأمة وسطية أن نعمل في منظومة متوازنة لكي نعطي كل موقف حقه من غير إفراط ولا تفريط، وهذا ما أردته لعلي أجد لحيرتي وغليان قلبي حلاً، وأنا هنا وددت أن أطرح على حضراتكم هذه الرسالة لكي أعرف رأيكم فيها وفي مدى صدقها، في زمن قلت فيه المشاعر وتلاشت فيه معاني الحب الراقية الصادقة، ولعلى أصل معكم إلى نقطة إتفاق، وهنا أطرح تساؤلاتي:
هل معني الصداقة والحب في الله أصبح في زمننا هذا مقتصر على الأمور المادية فقط (كل ماهو ملموس على أرض الواقع)..؟
هل التعبير عن الحب (الكلمات الرقيقة والنظرات الحنونة والشوق والحنين) لا يكون بين الصديق وصديقه ولكن يقتصر على الحبيبة أو الزوجة فقط ..؟
هل فقدنا الإحساس بالروح وإحتياجها إلى كفايتها من المشاعر والأحاسيس..؟
هذه بعض التساؤلات التي تدور في خاطري الآن ويوجد الكثير الكثير، ولكن حتى لا أطيل عليكم سأترككم مع رسالتي وأنتظر ردودكم ورأيكم وتجاربكم لعلي أجد فيها ما يريح قلبي

السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أخي وصديقي الحبيب
عذراً.. لا أريد أن أثقل عليك
عذراً.. لا أريد أن أحملك فوق طاقتك
عذراً.. لا أريد أن أظل أعاتبك فقد أشفقت عليك من كثرة عتابي لك وقد مللت أنا أيضاً
لا أريد أن يحمل قلبي من جانبك ما قد يقلل حبي لك أو يجعله يقسُ عليك {وهذا ما يجعلني أعاتبك}
عذراً.. لا أريد أن أظلمك... فأنا أعلم مدى حبك لي...، وأعلم مقدار معزتي في قلبك
ولكن....!!! ما مدى هذا الحب..؟ هل يساوي حبي لك؟وما مدى حرصك للتعبير لي عن هذا الحب..؟هل يساوي مدى حرصي للتعبير عن حبي لك في نظراتي وهمساتي وكلماتي؟ وما مقدار معزتي عندك..؟ هل تساوي معزتك في قلبي؟ وما مقدار لهفتك على رؤيتي..؟ هل تساوي لهفتي على رؤيتك في كل وقت ومهما كانت المدة أو الظروف؟ وما مقدار إهتمامك بي..؟ هل يساوي مقدار إهتمامي بك؟وما مقدار حرصك على خصوصية صداقتنا..؟ هل تساوي مقدار حرصي عليها؟ وما مقدار حرصك على معرفة ما يدور في خاطري ويشغلني ..؟ هل يساوي مقدار حرصي على ذلك؟ وما مقدار حرصك على تجنب ما يغضبني وسرعة محاولة الأعتذار لي إن غضبت..؟ هل تساوي حرصي على ذلك؟ هل تشعر أن شيئاً ينقصك عندما تكون بعيداً عني..؟ هل تشعر بالإحتياج لي عندما تواجهك مشكلة ما لكي تحكي لي ما حدث..؟ هل أكون أنا أول شخص يخطر على بالك لمشاركتك أسرارك..؟ هل تحب أن نكون سوياً في كل وقت تقضي فيه حاجاتك من لعب وتنزهات وتسوق..؟هل تحب وتسعى إلى أن يجمعنا عمل مشترك..؟ هل تحب أن نجلس نقرأ القرآن سوياً..؟ هل تحب أن نردد الأذكار سوياً..؟ هل تكون حريصاً على إيقاظي لصلاة الفجر وتحب أن نصلي سوياً لو أمكن ذلك..؟
عذراً...هل تشعر بأننا {أنا وأنت} شخصاً واحداً..؟
حاول الإجابه على هذه الأسئله وأخبرني بها.. لقد حاولت أن أحظى بلحظات من تلك الدقائق التى أراك فيها لأتحدث إليك وتتحدث إلى ، لأفتح لك قلبي وتفتح لى قلبك ، لأبث إليك أشواقي وحبي وتبث إلى أشواقك وحبك،لأضع رأسي بين ساعديك وأشكوا لك همي وتضع رأسك بين ساعدى وتشكوا لى همك.، ولكن أنى لى ذلك وأنت دائماً على عجلة من أمرك أو يغلب عليك حرصك على إرضاء الآخرين من حولك.، لقد حاولت مراراً وتكراراً أن أصبر وأتحمل ما يجرح قلبي ومشاعري ولكن لا أريد أن أظلم قلبي وأقسُ على نفسي... فهذا هو بعض الحب الذي أعرفه.. وهذه هي بعض المشاعر التي أشعر بها.. وأكنها لك..
إن أخاك الحق من كان معـك * * * ومن يضـر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك * * * شتت فيك شمله ليجمعك
وعندي سؤال لك...
هل تعرف ما هو الحب..؟؟ هل تعلم كيفيته..؟؟ هل تعلم علاماته..؟؟
الحب كلمة جميلة لا يمكن وصفها ..موجودة بداخل الإنسان تستفز فيه كل مشاعر الشوق والغيره والحرمان..والحب أصله في لغة العرب الصفاء وعلى هذا عرفوا المحبه بأنها: هو غليان القلب عند الإحتياج لرؤية المحبوب، والحرص على رؤيته في كل وقت..(الفقرة السابقة منقولة)، وهو ذاك الشعور الذي يدفعك إلى عمل كل شئ يحبه المحبوب {بدون تردد أو تفكير}.،فما بالك لو كان هذا الحب في الله ولا يخفى عليك أن الحب في الله يوجب محبة الله لنا.. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{ قال الله تعالى : وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في وللمتزاورين في وللمتباذلين في}..(مالك).،ولا يخفى عليك أيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه}..(الطبراني).، ولا يخفى عليك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:{سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.... منهم: رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه}..(البخاري).، ولا يخفى عليك أيضاً موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد ورد عنه في السيرة أنه لما صلى الفجر قال:أين معاذ؟ قال: ها أنذا يا أمير المؤمنين
قال: تعال.. لقد تذكرتك البارحة فبقيت أتقلب على فراشي حباً وشوقاً إليك فتعال..فتعانقا
وتباكيا
نعم هذا هو الحب .. فأين نحن من ذلك الحب..؟..، ولا يكون الحب بالكلام فقط... ولكن يكون بالأفعال والمواقف وتبادل المشاعر ورقة الإحساس وتعبير اللسان ولا ينقص الحب مهما كانت الظروف ومهما تغير الزمان أو المكان ومهما تغيرت الوجوه وجدّت علينا وجوهاً أخرى ومهما كنا بين الناس تظل شمس الحب ترسل أشعتها الدافئة ويظل نجمه ساطعاً في القلوب وتظل العيون ترسل إشارات الإهتمام لمن تحب حتى لا تنقطع صلة القلوب.، حتى وإن كنا حريصين على إرضاء الناس من حولنا هذا لا يجعلنا نهمل قلوباً طالما إشتاقت إلينا.... وعيوناً دائماً تصر على رؤيتنا.... ولساناً دائماً ينادينا بما يحب أن يسمع صاحبه.... حتى وإن كان الوقت لايتسع فمن الممكن جداً بدقيقة واحدة أو كلمة واحدة أن نعبر عما نحمله من مشاعر وأحاسيس وبين هذا وذاك فإن الحب يزيد ولا ينقص.....لأن الحب كالطفل يزداد في كل يوم جمالاً ويكبر
تحديث: (1)لقد كتبت رسالتي هذه منذ فترة بعيدة (وأنا هنا لست بصدد توجيهها إلى شخص بعينه)، ولكن عندما أردت أن أطرح موضوع الحب في الله وددت أن أحدث من خلال رسالتي هذه نوعاً من إثارة الجدل حول مضمون هذه الرسالة لكي الفت الإنتباه إلى هذه المعاني السامية والمشاعر الرقيقة
(2) أنا لم أقصد بالتساوى في رسالتي التساوي بمعناه الإصطلاحي، ولكن لا أريد أن تكون الثقافة السائدة بيننا أن الحب والعطاء من الجانب الآخر أقل أو يقف عند حد معين مجمداً، وإلا فأين نحن من قول الرسول صلى الله عليه وسلم(ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه)، فالتعيبر هنا بأشدهما لا يقف عنده حد ولا ينتهي عنده عطاء، فلابد وأن نكون أكثر عطاءاً وأكثر وداً وأكثر تعبيراً عن مشاعرنا
وهذا ما أردته أن يكون هناك تنافس في تبادل الحب والتعبير عن المشاعر وإغتنام كل فرصة يتاح عندها الخلو والسمو بهذه المشاعر بين المتحابين
ملحوظة: أستأذنكم أني سأترك هذه الرسالة فترة حتى أتوصل إلى أكبر عدد من الآراء لكي أستطيع تكوين رؤية واضحة عن هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر
أمير القلوب


٠٤‏/٠١‏/٢٠٠٨

نحن أحفاد النبي

لا أدري لماذا هذا الذل والخنوع والإستكانة التى تسيطر على مشاعر المسلمين، أهو شعور بالإنكسار والخضوع أمام جبروت أعداء الإسلام...؟ أم هو اللامبالاه وعدم الشعور بعظمة هذا الدين وعظمة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، هذا الدين الذي حمل رسالته المصطفي صلى الله عليه وسلم وأبى أن يتركها مهما تكن التهديدات، أو الإغراءات، أوالمضايقات...
هل رأيت موقف الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم الذي ذهب فيه أشراف قريش إلى أبي طالب قائلين له: (ياأبا طالب إن لك سناً وشرفاً ومنزلةً فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا.. وإنا -والله- لا نصير على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين).. ويبعث أبو طالب إلى ابن أخيه ويقول له: (ياابن أخي.. إن قومك قد جاءوني وكلموني في أمرك، فأبق علىّ وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر مالا أطيق).. ماذا يكون موقف الرسول اليوم..؟ والرجل الوحيد الذي كان يقف إلى جانبه ويحميه منهم بدأ في الإنكسار والخضوع أمامهم..، ويبدو وكأنه سيتخلى عنه..لأنه غير قادر ولا مستعد لمواجهة قريش التى هددت وتوعدت بالنيل منهم.. ماذا يكون موقف الرسول حين إذ..؟ هل كان شعور بالذل واالخنوع والإنكسار أمام هذا الجبروت أم كان شعور عزة وفخر وعظمة بهذا الدين والتمسك به والدفاع عنه مهما كلفه هذا الأمر...
لم يتردد النبي صلى الله عليه وسلم في الإجابة ولم ينتظر حتى يأتيه شئ يثبت له يقينه، بل رد في ثبات وشموخ وعزة وفخر وبيقين راسخ: (والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه) صلى عليك الله ياحبيب قلبي يامحمد.. نعم نريد هذه الشجاعة نريد هذا الشموخ نريد هذا الإقدام والثبات ولكن مع اليقين والثقة في الله عز وجل.، استرد أبو طالب بعد سماعه ورؤيته لهذا الموقف إقدامه وإقدام آبائه وشد بكلتا يديه على يمين ابن أخيه قائلاً له: ( قل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشئ أبداً)..، لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يستمد قوته من عمه بل كان يستمدها من الله القوي العزيز.
نعم نريد هذه المشاعر المستمدة من ديننا وشريعتنا ونريد مثل هذه المواقف المستمدة من إيماننا وكرامتنا نحن من نصنع المواقف وليست هي التي تصنعنا نحن من إستسلمنا لهذه المشاعر السلبية وتركنا مشاعر كرامتنا وعزنا، ولعل المتأمل في السيرة النبوية يرى مواقف عدة ظهرت فيها هذه المشاعر القوية، ففي غزوة حنين حين تراجع المسلمون عن القتال بعد أن أعجبتهم كثرتهم وظنوا أنهم منتصرين ولكن كان لابد من أن يعلمهم الله درساً أن النصر ليس بكثرة العدد ولكن بأمر الله قال الله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} (25) سورة التوبة.، وفي هذه الساعة وقف الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي بأعلى صوته وبثقه ويقين وينادي: (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب)... هذه هي المواقف التي تظهر فيها شموخ الرسالة وعظمة الإسلام..
نعم نحن أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ، نحن أحفاد هذه الرسالة المباركة، نحن من حملنا الرسالة من بعد محمد صلى الله عليه وسلم، لابد وأن نرفع رؤوسنا، ونعلى هامتنا، ونفتخر بديننا، ونفتخر برسولنا صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر) صحيح الجامع

نريد أن يكون لدينا الشعور بعظمة هذا الدين ونعمل على علو شأنه ولنرددها في كل حين ونقولها مدوية ليسمعها كل من في الأرض والسماء : نحن أحفاد النبي.
أمير القلوب