٢٦‏/١٢‏/٢٠٠٧

حتي تكون أسعد الناس..1



في كتابه (لاتحزن) نصائح جليلة وفوائد جمه

يوجهها مؤلفه الداعية الشيخ الدكتور/عائض القرني

ليستفيد منها كل مسلم اقتطفت منها ما يلي

  1. ألا بذكر الله تطمئن القلوب ، و تحط الذنوب ، و به يرضي علام الغيوب ، وبه تفرج الكروب
  2. الإيمان يذهب الهموم ، و يزيل الغموم ، وهو قرة عين الموحدين ، وسلوة العابدين
  3. عش مع القران حفظاً وتلاوةً و سمعاعاً وتدبراً ، فإنه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم
  4. تيقن أن الدنيا دار محن و بلاء و منغصات و كدر ، فاقبلها علي حالها وإستعن بالله
  5. حافظ علي تكبيرة الإحرام جماعة ، و أكثر المكث في المسجد ، وعود نفسك المبادرة للصلاة لتجد السرور
  6. إقنع بصورتك وموهبتك ودخلك و أهلك و بيتك تجد الراحة و السعادة
  7. اترك المستقبل حتي يأتي ، ولا تهتم بالغد ، لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك
  8. جدد حياتك ، و نوع أساليب معيشتك ، وغير من الروتين الذي تعيشه
  9. تذكر أن ربك واسع المغفرة ، يقبل التوبة ،ويعفو عن عباده ويبدل السيئات حسنات
  10. كرر { لا حول ولا قوة إلابالله } فإنها تشرح البال ، وتصلح الحال ، وتحمل بها الاثقال ، وترضي ذا الجلال
  11. اشكر ربك علي نعمة الدين و العقل و العافية و الستر و السمع و البصر و الذرية و غيرها
  12. توكل علي الله وفوض الأمر إليه ، و إرض بحكمه ، وإلجأ إليه ، وإعتمد عليه فهو حسبك و كافيك

أمير القلوب

١٩‏/١٢‏/٢٠٠٧

كل عام وأنتم بخير

أخوتي...الأعزاء
أحبابي...الكرام

لن أقول لكم كل عام وأنتم بخير
بل أقول لكم والله أنتم الخير في كل عام
نعم أنتم الخير وفيكم الخير بإذن الله
بما تخطه أيديكم لنا
وبما تحاولون به من خلال كتاباتكم القيمة أن توضحوه لنا
أو أن تدافعوا به عن الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم
فجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء




جعله الله عيداً سعيداً علينا وعلى الأمة الإسلامية
وأعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات
والنصر والتمكين
وتكون قد حررت أراضي المسلمين
فلسطين
والعراق
وأفغانستان
والشيشان
وكل بلاد المسلمين
أعذروني إن كنت قد أطلت عليكم
تقبل الله منا ومنكم
عيد سعيد

عيد سعيد

HABBY EID

HABBY EID

أمير القلوب

١٥‏/١٢‏/٢٠٠٧

حماس...بقية مجد عزنا



في الذكرى العشرون لإنطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس وددت أن أدون لها بعض الأسطر والكلمات التي نعبر فيها عن مشاعرنا نحو هذه الحركة العملاقة، التي ومازالت تقف في وجه الظلم والعدوان الصهيوني.، والتي حازت على ثقة الشعب الفلسطيني ونجحت في الإنتخابات التشريعية وحصدت المركز الأول مما أهلها إلى تشكيل الحكومة الفلسطينية مما أثار غضب الدنيا من حولها وخاصة العدو الصهيوني وأتباعه الخونة من حركة فتح.، وبدأت حماس في مواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية.، وبفضل الله نجحت في التصدي لها والقضاء عليها في قطاع غزة مما زاد في غضب المتآمرين عليها فتم فرض حصار ظالم على القطاع من قبل العدو الصهيوني وبمساعدة ومباركة الخائنين في السلطة الفلسطينية والخونة من الحكام العرب.، هذه الحركة التي وبفضل الله أزاقت العدو الصهيوني ويلات القتال والمقاومة الشرسة على يد أبطالها الأشاوس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.، هؤلاء الأبطال الذين سطروا ويسطرون بدمائهم في كل يوم بل وفي كل دقيقة مجد هذه الأمة وصمودها.،ويقدمون الشهيد تلو الشهيد وكان على رأسهم الشهيد الشيخ المجاهد: أحمد ياسين الذي هز كيان العدو الصهيوني رغم أنه كان أسير كرسيه المتحرك.، وأسد حماس الشهيد الدكتور: عبد العزيز الرنتيسي.، نعم هذه هي حماس وأبعث بتهنئة لقادة حماس ولكل فرد فيها بمناسبة الذكرى العشرون وبمناسبة عيد الأضحى المبارك:
كل عام وأنتم بألف ألف خير
كل عام وحماس هي الخير
كل عام وجند القسام في خير


وأقول لقادة حماس ولكل فرد فيها
ولكل فرد غيور.. حر.. مجاهد.. مرابط في أرض فلسطين
ولجميع أهلنا المرابطين وخاصة في غزة الأبيه
والله قلوبنا تهفو إليكم
والله أرواحنا تشتاق لكم
والله عيوننا متجهة نحوكم

أنتم أمل هذه الأمة
أنتم فخر هذه الأمة
أنتم عز هذه الأمة
أنتم مجد هذه الأمة
أنتم كرامتنا، أنتم قدوتنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنتم قادتنا، أنتم الهواء الذي ينعش صدورنا
أنت الدماء التي تجري في عروقنا، أنتم الضياء الذي ينير الطريق لنا
والله...والله...
أنتم بقية مجد عزنا..
فاصبرو وصابروا ورابطوا.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
(200) سورة آل عمران.
{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} (35) سورة محمد.
أمير القلوب

١٢‏/١٢‏/٢٠٠٧

وتواصوا بالحق 3


هذه سلسلة أحاول أن أبين فيها بعض المعاني والنصائح التى قد نكون غفلنا عنها بعض الوقت
من باب وذكر..

لقول الله تعالى{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}

(55) سورة الذاريات

ونريد أن نكون ممن يتواصوا بالحق ويتواصوا بالصبر.

إن المؤمن المراقب لله تعالى في كافة أعماله تقل أخطاؤه لا محاله، وقد تزل قدمه فيأتي بعمل لا ينبغي صدوره عنه فيذكر الله فيرى مبلغ خطيئته فيقلع عنها وهو بادي الألم عميق الحسرة، فالمؤمن قد يخطئ وأن الله لا يكلف أحداً بالعصمة إنما كلف المؤمن إذا أخطأ أن يتوب إلى رشده، وإذا زلقت قدمه فكبا أن ينهض من كبوته وأن يزيح ما علق به من إثم بالإستغفار، ثم يستأنف طريقه إلى غايته المنشودة، ولهذا المخطئ عذر على خطيئته فلابد أن يحرص على طلب المغفرة المؤدي إلى لون من محاسبة النفس ومراقبة الله التى تحيي موت الضمير في الإنسان.

أمير القلوب

٠٦‏/١٢‏/٢٠٠٧

الإخوان بين عيون النظام وعيون الشعب


من الواضح جداً أن النظام المصري الديموقراطي العادل الذي يعمل ليلاً ونهاراً على حفظ الأمن والأمان في البلاد، والقضاء على الفساد والمفسدين في الدولة، والذي يوفر لكل طبقات الشعب بلا إستثناء حياة طيبة كريمة في جو من الديموقراطية والحرية والرفاهية والرخاء، ويعمل جاهداً من أجل مصلحة الوطن والمواطنين، من الواضح أنه ينظر للإخوان على أنهم هم الذين يهددون أمن البلاد،ويشيعون الفساد في الأرض، ويعملون جاهدين على تضييق الحريات وهدر الكرامات وعلى تدمير مستوى النماء والرخاء والرفاهية والديموقراطية الذي نعيش فيه، ويعملون ضد مصلحة الوطن، أي أنهم هم الفئة الضالة المضلة.،
بينما ينظر الشعب للإخوان على أنهم هم من يحفظون الأمن في البلاد، ويحاربون الفساد والمفسدين في الدولة، ويحاولون توفير حياة طيبة كريمة للمواطنين في ظل جو من الحرية والديموقراطية، ويعملون من أجل مصلحة هذا الوطن وبدون إنتظار الأجر أو المقابل من أحد، بل ولا يطول العقاب غيرهم.
وأنا أتسائل أي العيون أصدق..؟وأي الكلام أقرب للحقيقة..؟ ودعنا نتسائل ما الذي يجعل مجموعة من رجال أعمال شرفاء كأمثال المهندس /خيرت الشاطر الإصلاحي والنائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين، والحاج/حسن مالك، وأمثال العالم الجيولوجي الدكتور/ خالد عودة،والأطباء وأساتذة الجامعات أمثال الدكتور/ عصام عبد المحسن، والدكتور/عصام حشيش، والدكتور/محمد على بشر، والدكتور/أمير بسام، والدكتور/ ضياء الدين فرحات، والدكتور/محمد بليغ، والمهندسون أمثال المهندس/أيمن عبد الغني، والمهندس/أحمد النحاس، والمهندس/ممدوح الحسيني، والمهندس/ سعيد سعد علي عبده، وغيرهم الكثيرون الذين هم من خيرة وصفوة هذا المجتمع، سواء كان على المستوى العلمي أو الثقافي أو الأخلاقي أو المادي وبعد أن وصلوا إلى مستوى من العيش ما يجعلهم يضمنون لهم ولأبنائهم حياة رغدة منعمة طيبة.، وأنا هنا أتسائل ما الذي يجعل هؤلاء وغيرهم الكثيرون على نفس المستوى ينتمون إلى جماعة محظور نشاطها من قبل النظام الحاكم ويطارد ويعتقل أفرادها وتلفق لهم القضايا ويحالون للمحاكم العسكرية وتصادر وتنهب أموالهم وممتلكاتهم.، ما الذي يجعلهم يضحون بكل غالٍ ونفيس لديهم ..؟، وما الذي يجعلهم يتحملون ألم الفراق عن أهليهم وأحبابهم..؟، ناهيك عن سلب حريتهم وغيابهم خلف قضبان السجون والمعتقلات، لابد من وجود هدف أو غاية ما وراء ذلك،لأنه من الطبيعي جداً ألا أخاطر بكل ما أملك إلا إذا كان أمام عيني هدف ما.، وأنا هنا بصدد البحث والتفكير لعلي أستوضح الرؤية وأفهم المقصد، ودعوني أطرح بعض الأهداف التي من الممكن أن تجول في خاطرنا: إن كانوا يريدون حُكماً أو منصباً أو جاهاً لأهلتهم إليه مكانتهم العلمية والثقافية ونحن نعرف جيداً أن رئيس الوزراء كان زميلاً لأحدهم، وإن كانوا يريدون منفعةً مادية لوصلوا إليها من أقرب الطرق سواء كان تجارة مخدرات أو سلاح أو من الممكن بالإنضمام للحزب الوطني، وحتما كانوا سيصلون إلى مايريدون من أقرب الطرق وأيسرها وبدون هذا الجهد والعناء.
وأنا لا أجد ما يحملهم على هذا إلا أنهم أصحاب رؤية إصلاحية وهدف سامي، وهم لا يخفون ولا ينكرون رؤيتهم وفكرتهم، ولقد قالها وصرح بها النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين المهندس/خيرت الشاطر وهذا هو نص حديثه بالحرف قال:(نحن لا نخفي ولا ننكر ولا نتنصل من هويتنا الإسلامية، نحن أصحاب مشروع إسلامي مشروع لنهضة مصر على أساس المرجعية الإسلامية، و دي عقيدتنا و دي قناعتنا و ده منهجنا)، وأنا أعتقد أن الجماعة قد كشفت عن كل ما في جعبتها وعن رؤيتها لكل جوانب الحياة، في الصيغة المبدئية للحزب التي طرحوها للمداولة، حتى في الجوانب التي سيوجه لهم النقد فيها أو في الجوانب التي ليست مطروحة للتفسير أصلاً ، ولكن كان مبدأ الرؤية الواضحة والثوابت التي لا تمس وليس عليها مراجعات.
وأعتقد أن من الواجب على كل فرد في هذا الوطن أن يدعم ويساند كل صوت حق ويشارك برأيه في كل فكرة وكل منهج يعمل على نهضة مصر ونشر الحرية والعدل، وتحقيق الديموقراطية.
أمير القلوب

٢٣‏/١١‏/٢٠٠٧

أبا يوسف ماذا دهاك..؟ قصة قصيرة

عاشا ونشئا في بلد تحت الإحتلال تربا في بيوت المقاومين والشهداء وكانت اللحظة التي يحلم كل منهما في بناء أسرة وكانت رغبته هو بعد أن تخرج من كلية الهندسة وعمل مع المقاومة أن يجد فتاة تحمل نفس الطموحات وتعيش نفس الظروف، وكانت رغبتها هي ليست كأي فتاة تريد زوج فقط ولكن كانت تحلم بما كان يحلم به هو ، وعلى هذا كان اللقاء بعد أن رشحها له أباه وكانت المفاجئة توافق في الرؤى والأحلام وطبيعة التفكير، ثم كان الزواج سريعاً وعاشا حياة طيبة سعيدة ورزقهما الله بطفلهما الأول محمد وبعد فترة رزقا بطفل آخر أصر عندها الزوج أن يسميه يوسف، كانا في شدة السعادة بحياتهما التى منحهما الله إياها وكان أبو يوسف لايغيب عن البيت إلا في فترة العمل فقط، وفي يوم وهم جالسين لتناول العشاء إذ بالأخبار تؤكد إختراق جيش العدو منطقة من المناطق التى كانت تخضع تحت سيطرة المقاومة جن جنونهما و أخذ أبو يوسف ليتأكد من الخبر ثم جاءه من يخبره أنه رشح ليكون أحد المشاركين في صد قوات العدو، فرح أبو يوسف فرحاً شديداً رغم أنها لم تكن تلك المرة الأولى التي يشارك فيها في مثل هذه العمليات، بدأ في تجهيز نفسه لبس اللباس العسكري وقبل طفليه ثم جلس إلى زوجته وبدأ يتذكرا سوياً لحظات السعادة التى مرت بهما ثم قال لها وهو يودعها:لقد تمنيت دائماً أن يرزقني الله زوجة مثلك ..،كم أتمنى أن تكوني معي في الجنة، عليكي برعاية الأولاد فهم هبة الله لنا وربيهم على ما ربانا عليه آبائنا ليكونوا مثلنا وليكونوا قدوة لغيرهم وليحملوا الراية من بعدنا ثم ختم وقال: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه كانت الدموع قد إنهمرت من عينها فهي لم تسمع منه هذا الكلام من قبل في مثل هذه الأوقات قالت له بصوت حنون :أبا يوسف ماذا دهاك..؟ أبا يوسف لماذا هذه الكلمات..؟ لم يجبها وأنطلق..، ظلت بعدها في ترديد الدعاء أن يحفظه الله ويرده سالماً لهم.، مر يوم.. يومان.. ثلاثة أيام..لم يتصل أو تصل أخبار عنه سوى أن المقاومة في مواجهات شرسة مع قوات العدو وفي اليوم التالى بدأت المقاومة في تحقيق تقدم على قوات العدو، وفي كل يوم يمر يزيد الشوق ويزيد الحنين ويزيد الخوف أيضاً، وبعد مرور ما يقرب من عشرة أيام جاء خبر أن المقاومة قد نجحت في التصدى لقوات العدو وبدأت في الإنسحاب، كانت مشاعرها مختلطة بين الفرح بالنصر والخوف على زوجها.، ولكن بدأت تدعوا الله أن يكمل فرحتها ويرد لها زوجها سالماً.، كانت تنتظر بين دقيقة وأخرى أن يدق الباب ويصل الحبيب..، وبعد دقائق إذا بالباب يدق أسرعت نحو الباب... فتحته.......... إذا بزميل زوجها الذى كان معه في نفس المهمة أمامها...........أنقبض قلبها.. وقبل أن تسأله: أين أبا يوسف.. إذ به يقول لها:إصبري وأحتسبي زوجك عند ربك لقد إختاره الله من بيننا ليكون مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً،كتمت صرختها في جوفها نظرت إلى طفليها بدأت تفقد سيطرتها على أعصابها قالت:أبا يوسف أين أنت..؟ أبا يوسف إلى من تتركنا..؟، بدأت تسترجع كلماته الحنونة وتتأمل آخر ما قاله لها ثم إسترجعت وقالت: والله لن يضيعنا من إستودعتنا إياه.
أمير القلوب

٠٩‏/١١‏/٢٠٠٧

عفواً... لقد نفذ رصيدكم



لم أجد كلمة تعبر عن خيبة الحزن الوطني أقصد.. (الحزب الوطني).، وأعضاءة السادة الهليبة.، أكثر من هذه الكلمات التى تسمعها عند نفاذ رصيد تليفونك المحمول..
كذلك كان المؤتمر التاسع للحزب الوطني وكيف دلل على تجاهل الشعب بكل فئاته لهذا المؤتمر.، وعدم متابعته حتى من قبل بعض الكتاب والصحفيين الذين سئموا من الكلام والبيانات والتصريحات التي حفظوها عن ظهر قلب.، وكأن لسان حالهم يقول للحزب تعبيراً عن سخط الناس وإستيائهم منه : عفواً لقد نفذ رصيدكم.، هذا رغم كل هذه التغطية المكثفة التى شهدها المؤتمر من وسائل الإعلام الحكومية والخاصة الموالية للحكومة.، فضلاً عن الطريقة اللبقة والسياسة الهادئة التى يتبعها الوريث المنتظر في خطاباته وكلماته.
ولكن كان من الضروري أن أعلق على بعض المظاهر التي رأيتها بعيني ولم أسمعها من أحد ومنها التغطية المكثفة التي بثتها قناة المحور الفضائية والحق الحصري لها في إعطاء تأشيرة الدخول للمؤتمر والتي لم تأخذ أي قناة أخرى شئ من هذه الحقوق.، وأيضاً النفقات التي ينفقها الحزب على أعضاءه حيث تم إستقبالهم في الفنادق التابعة للجيش والشرطة ومنها دار الدفاع الجوي بشارع النزهة بمصر الجديدة حيث تواجد ما لا يقل عن سبعة أو ثمانية أتوبيسات رحلات خاصة تابعة لمحافظتي الإسماعيلية وبورسعيد فعلى حساب من هذه النفقات..؟
أما الغريب الذي أدهشني فعلاً الأسلوب السياسي الهادئ الذي تحدث به الوريث المنتظر وطريقته اللبقة والتلقائية التى ألقى بها خطاباته..(من المؤكد أنهم حرصوا على أن يكون على المستوى المطلوب قبل بدء عملية التوريث).، ولكن مالا كنت أتوقعه أن بعض أعضاء الحزب نفسه قد ملوا وسئموا من هذه السياسات والتصريحات والوعود البراقة التي لا ينفذ منها شئ على الإطلاق وهذه بشرى أولية أن أول من سيكون ضدهم هم منهم بإذن الله.
أمير القلوب

٢٣‏/١٠‏/٢٠٠٧

وتواصوا بالحق 2



هذه سلسلة أحاول أن أبين فيها بعض المعاني والنصائح التى قد نكون غفلنا عنها بعض الوقت




من باب وذكر.. لقول الله تعالى{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (55) سورة الذاريات
ونريد أن نكون ممن يتواصوا بالحق ويتواصوا بالصبر



قال حكيم لإبنه:



يابني من أبصر عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره


ومن رضى بما قسم الله لم يحزن على ما فاته


ومن سل سيف البغى قتل به


ومن حفر لأخيه حفره وقع فيها


ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته


ومن نسى خطيئته استعظم خطيئة غيره


ومن أعجب برأيه ضل


ومن استغنى بعقله زل


ومن تكبر على الناس ذل


ومن خالط الأنذال احتقر


ومن دخل مداخل السوء أتهم


ومن جالس العلماء وقر



١٧‏/١٠‏/٢٠٠٧

وضوح الرؤية وتحديد الغاية


عندما تكون رؤيتك لموضوع ما واضحة أمام عينيك وتجرى منك مجرى الدم في العروق، وتكون رؤيتك هذه تشغلك في كل وقت وحين، وتتصدر قائمة إهتماماتك وشئونك الحياتية فمن المفترض أن تكون حددت غايتك أو هدفك الذى تتطلع إليه، ولكن إذا تحركت إلى غايه أو هدف ما ولم تتضح أو تكتمل لك رؤيته فإنك لن تصل إلى هذا الهدف لعدم وجود رؤية واضحة لديك، ولك المثال التالى: هل مجال رؤية العينين أوسع أم مجال رؤية عين واحدة..؟، (حاول غلق أحد العينين والنظر بالعين الأخرى لما يحيط بك)، سوف تجد أن العين الواحدة ترى نصف أوما يقرب من ثلثي الرؤية الكاملة للعينين، ومن هنا فلابد أن تكون رؤيتك لهدفك أو غايتك واضحة وشاملة لكي تصل إلى غايتك المنشودة، وإن كانت غايتك هذه أو أهدافك دنيوية، فما بالك لو كانت لله تعالى...،فعليك بتحديد غايتك ولا تتكاسل ولاتسوف ولاتجعل الله أهون الناظرين إليك ولا تجعل غيرها يتخطاها ويشغل بالك أكثر منها، فإن النفس إذا رسمت طريق ما أو حددت غاية ما سوف تسلك له كل الطرق، وتفرض الفروض، وتبحث عن جميع الوسائل، وتستخدم كل الإمكانيات للوصول إلى هذا الهدف، ومن هنا فعليك بترتيب أولوياتك (الأهم فالمهم)، والقيام ببعض الخطوات الإيجابية لكي تتضح لك الرؤية..
ومما يساعدك على وضوح رؤيتك:
(1) الثبات والإستعانة بالله عز وجل.
(2)الإخلاص التام لله(وعدم إنتظار الشكر أو الجزاء من أحد).
(3) العزيمة القوية وعدم التردد.
(4)حاول إكتشاف النقاط الإيجابية لديك التى تساعدك في وضوح رؤيتك.
(5)محاولة الإستعانة بمن لديه الخبرة الكافية وإستشارته لرسم خطوط البداية ومحاولة الإستفادة منه.
(6) الإستعانة بأصدقائك وحاول أن تجد من يتفق معك في رؤيتك واطرح رأيك له وشاركه رأيه للتوصل إلى رؤية واحدة تصل بكم إلى غايتكم المنشودة.
أمير القلوب

١٥‏/١٠‏/٢٠٠٧

كل عام وأنتم بخير



معلشي ياجماعة غبت عنكم الفترة اللي فاتت دي

رمضان بقى

كل سنة وأنتم طيبين

وتقبل الله منا ومنكم الطاعات والأعمال الصالحة

عيد سعيد

عيد سعيد

HABBY EID

HABBY EID

أمير القلوب

٢٩‏/٠٨‏/٢٠٠٧

متى يسود العدل حياتنا


أتأمل في الحياة من حولنا وفي العصر الذي نعيش فيه الذي تسميه الحكومة العصر الذهبي أو عصر الديموقراطية والعدل والرخاء في ظل رعاية الأب الحنون السيد الرئيس الذي وكأنه لايدري عن أي ظلم يقع على شعبه أو أي فساد في حكومته الراشدة........إلخ، والسيدة الفاضلة التى تبحث هنا وهناك عن حقوق الطفولة والأمومة وترعاها وكأنها لا تدري عما يحدث لأطفال الشوارع وأطفال الملاجئ وأخيراً ما حدث من تعذيب للطفل محمد في قسم الشرطة في المنصورة حتى وفاته........إلخ، والأمهات التى تحمل على رأسها يومياً جراكن المياة من أماكن بعيدة إلى منازلهم لعدم وجود المياة أصلاً في المناطق التى يعيشون فيها........إلخ، والأبن البار المخلص الوطني العادل المنفتح على الغرب حتى يصل إلى كرسي الحكم (وده بُعده)، الذي يحمل لنا ولمصر كل خير و عدل ورخاء، ومن خلفهم حاشيتهم المنافقة وأعوانهم الظالمين،الذين يحاولون ليلاً ونهاراً في حماية أنفسهم بزيادة عدد الحراس والسيارات المصفحة وتعطيل المرور ووضع القوانين و تغيير الدستور بما يرونه هم فيه أمنهم وحمايتهم، فلا أجد بادرة أمل واحدة على أنه سوف يكون هناك عدل في ظل حكم هذا النظام الفرعوني (ذا العقلية الفرعونية: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) وأعوانه المستبدين الذين يبغون الفساد في الأرض بغير الحق.
أتذكر الموقف الذي حدث مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما إتسعت الفتوحات الإسلامية في عهده، وجاءه رسول أحد الملوك ومعه رسالة إلى أمير المؤمنين، ودخل المدينة وبدأ بالسؤال عن قصر أمير المؤمنين وهو في مخيلته أنه سيجده في قصره أو في مجلسه الملكي مع حاشيته، وإذ بشخص يدله على رجل نائم تحت شجرة ويلبس لباساً عادياً ويقول له هذا هو أمير المؤمنين...، لم يصدق رسول الملك ما يرى هل هذا هو الأمير؟ ينام تحت ظل شجرة وعلى الأرض؟أين قصره؟ أين لباسه الحريري؟ أين الخدم؟ أين الحراس؟ أين الحاشية؟ ألا يخاف على نفسه من غدر عدو؟ وقال مقولته الشهيرة: (حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر، وحكمنا فظلمنا فخفنا فانتصرتم علينا يامسلمين).
وأتذكر أيضاً حينما بعث أحد الولاة برسالة إلى الخليفة عمر بن عبدالعزيز يطلب منه مالاً يعينه على بناء سور حول عاصمة الولاية،
فأجابه عمر
وماذا تنفع الأسوار؟
حصن ولايتك بالعدل، ونقَّ طريقها من الظلم
وأتسائل متى يسود العدل حياتنا؟
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حكم فعدل فأمن فنام مطمئناً، أما أنت حكمت فظلمت فخفت فيويلك ياسواد ليلك ع اللى حتشوفه في الدنيا والآخرة.
أنتظر تعليقاتكم

أمير القلوب

٢٤‏/٠٨‏/٢٠٠٧

وتواصوا بالحق 1




:هذه سلسلة أحاول أن أبين فيها بعض المعاني والنصائح التى قد نكون غفلنا عنها بعض الوقت من باب وذكر لقول الله تعالى



{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (55) سورة الذاريات



ونريد أن نكون ممن يتواصوا بالحق ويتواصوا بالصبر..........



كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلى إبنه عبدالله:



أما بعد، فإنه من إتقى الله وقاه،



ومن توكل على الله كفاه،



ومن شكر له زاده،



ومن أقرضه جزاه،



فاجعل التقوى عماد قلبك، وجلاء بصرك،



فإنه لا عمل لمن لا نية له،



ولا أجر لمن لا خشية له،



ولا جديد لمن لاخلق له.









أمير القلوب

٢٠‏/٠٨‏/٢٠٠٧

القرضاوي...والوسطية الإسلامية


القرضاوي عالم الأمة الإسلامية
جلست أبحث عن بيانات أو موضوعات متعلقة بهذا العالم والشيخ الجليل الدكتور/يوسف القرضاوي أمد الله في عمره وجعله زخراً للإسلام والمسلمين، نعم إنه هذا العالم الذي كان وما يزال نرى فيه المنهج الوسطي المعتدل الذي يعبر عنه هذا الدين الحنيف في كل كلمة ينطق بها وفي كل فتوى يفتيها بدون إفراط أو تفريط، فدخلت على الإنترنت حتى أبحث وأستزيد من المعلومات التى أعرفها عنه، فوجدت مقالاً للدكتور/عبد المنعم أبو الفتوح فأعجبني جداً وهذا نصه:
د. القرضاوي ناظر المدرسة الإخوانية
[25/07/2007]
بقلم: د. عبد المنعم أبو الفتوح

هذه الورقة أُعدَّت لملتقى تلاميذ وأصحاب د. يوسف القرضاوي الذي عقد في الدوحة من 14 إلى 16 يوليو؛ باعتباره أحد المُجددين والمُجتهدين الذين أثروا الأمَّة بعطائهم

العلمي والفكري؛ غير ذلك فالشيخ القرضاوي بالنسبة لي شخصيًّا أستاذ وأخ وصديق حبيب؛ ما كان لي أن أتأخَّرعن تحيته في ملتقى تلاميذه وأصحابه؛ فالقرضاوي كان وما زال المِرفأ في كل عاصفةٍ والظل في كل هجير والناصح الأمين دومًا في كل حين.

تَدين الصحوة الإسلامية في السبعينيات بالفضل لعددٍ من الشيوخ والرواد في مقدمتهم الشيخ محمد الغزالي- رحمه الله- والأستاذ عمر التلمساني والشيخ الجليل يوسف القرضاوي أمَدَّ الله في عمره.

تلك الصحوة التي تُعد بحق الإحياء الثاني لما بدأهُ المصلحون الأولون مثل محمد بن عبد الوهاب والمهدي في السودان، وابن باديس وحسن البنا والسباعي والمودودي، وبطبيعة الحال نتيجةً لجهود الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم، وإذا كان الدكتور العلامة الشيخ القرضاوي قد ذكر أن شباب الجامعة هم الذين بدأوا بالصحوة، وهم الذين قادوها، ولا يستطيع أحدٌ أن يدَّعي أنه قام بالصحوة، لا الإخوان ولا غيرهم، ولكنها كانت انفجارًا صنعه الله، بدأت بشباب الجامعات في كليات القمة، وحتى الأزهر تأخَّر عن هذا، بل وحين بدأت الصحوة في الأزهر لم تبدأ في الكليات الشرعية، وإنما بدأت في كليات القمة أيضًا، فكانت الريادة لهؤلاء الشباب، إلا أن ما لم يذكره الشيخ الجليل هو: أن هؤلاء الشباب حين قاموا بصحوتهم- ومن فضل الله عليَّ أن كنتُ أحدهم- كانوا يتطلعون إلى شيوخٍ وروادٍ يشيرون عليهم بالأصوب والأحسن والأسلم، وكان الشيخ القرضاوي هو أحد أهم وأعظم هؤلاء الرواد إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، وكانت أعظم إشاراتهم هي الإشارة إلى وسطية الإسلام، التي كانت مدرسة الإخوان المسلمين تمثل تجسيدها الفكري والحركي واستطاعت من خلاله الصحوة الإسلامية في السبعينيات أن تتحرك بين الناس، وتُعبِّر عن نفسها وعمَّا تحمله من أفكار.

كانت الصحوة الإسلامية في هذه الفترة صحوة عقولٍ وأفكار يكتنِفُها بعض الغموض، وصحوة قلوبٍ ومشاعر وحماسة هائلة للدين، وصحوة اهتمام بقضايا العالم الإسلامي وصحوة إرادة وعزيمة، وصحوة عملٍ وسلوك مَثَّل القرضاوي لنا مدرسة الوسطية الإسلامية في أجمل معانيها؛ تلك الوسطية التي تعني الوسط بين النقيضين التَّشدُد الديني من ناحية والعلمانية الغربية من ناحيةٍ أخرى.

وممَّا دفع أبناء الصحوة الإسلامية إلى التعلُق والارتباط بالشيخ القرضاوي هو: أنه كان وما زال نموذجًا للعالِم المجاهد المدافع الصلب عمَّا يؤمن به ويراه حقًّا يعيش هموم المسلمين وقضاياهم مهما كلَّفهُ ذلك من تبعاتٍ وردود أفعال؛ فالمتعصبون يرفضون آراءه ويَعتبرونه (مُترخِصًا)، والصَّهاينة وبعض الدوائر الغربية ترى فيه العدو الأول للصهيونية، مُتشددًا ومُتعصبًا، ومن أكثر العلماء تحريضًا ضِد الصهيونية؛ وكذلك تراه غير مُرحبٍ به في بعض الدول العربية والإسلامية.

كل هذه المتناقضات تِجاهه تؤكد أن هذا الرجل على الطريق الصحيح، ويُمثِّل الوسطية التي يرفضها المتعصبون والعلمانيون، وفي المقابل فله في قلوب الملايين من المسلمين في أقطار الأرض كل تقديرٍ واحترامٍ ومحبة.

القرضاوي عالم موسوعي


القرضاوي عالم موسوعي فهو الخطيب والشاعر والكاتب والمجتهد وصاحب الفتوى؛ تجاوزت مؤلفاته أكثر من مائة كتابٍ غطَّت موضوعات إسلامية عديدة أهمها طريقة الدعوة إلى الله، وتحت هذا العنوان عشرات الموضوعات، وكذلك في الاقتصاد، وكتابه عن الزكاة- الذي حصل به على درجة الدكتوراة- أحد أهم المراجع المتخصصة في جوانب المال والأعمال، وتُوصف بأنها أفضل ما كتب في تاريخ الإسلام كله في هذا المجال، وله كتابات كذلك في العدالة الاجتماعية والنظام السياسي في الإسلام.

القرضاوي الآن وبحق الناظر القَويم لمدرسة الإخوان المسلمين، بما تمثله من تاريخٍ ونهجٍ ومواقف؛ فهو بِفهمه العميق لمعنى الوسطية التي هي عنوانٌ على رأس فكرة كما هي بالأحرى عنوانٌ للأُمَّة كلها.. وبتقدمه لهذا الفهم شرحًا وتأليفًا واجتهادًا يتأكد معه الوصف الذي لم أزد فيه على ذكر الحقيقة.

والواقع أننا تعلمنا من القرضاوي أن الإسلام منهج وسط في كل شيء، في التصور والاعتقاد والتعبد والتنسك والأخلاق والسلوك والمعاملة والتشريع.

وهو الطريق الذي سمَّاه الحق تبارك وتعالى الصراط المستقيم، المنهج المُتميِّز عن طرق أصحاب الديانات والفلسفات الأخرى من المغضوب عليهم ومن الضالين الذين لا تخلو مناهجهم من غلوٍ أو تفريط ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (البقرة: الآية 143)، فأمتنا أمة العدل والاعتدال والتوسط في كل شيء والنصوص الإسلامية تدعو إلى الاعتدال والتوسط على طول الخط بوضوحٍ شديدٍ وتُحذر من التطرف والغلو والتنطع والتشديد أيضًا بوضوح شديد، والواقع أن الذي ينظر في هذه النصوص يتبيَّن له بما لا يَدع مجالاً للشك أن الإسلام يُكافح هذا الغُلو ويُحذر منه بشدة.

النَّبِي صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: "إيَّاكُم والغُلو في الدين فإنَّما هَلك منْ قبلكم بالغُلو في الدين".

ومن قبلنا هم أهل الأديان السابقة، الذي خاطبهم القرآن بقوله: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)﴾ (المائدة) فنهانا الإسلام أن نغلو كما غلوا.

تعلمنا من الشيخ الجليل القرضاوي أن الغلو قد يبدأ صغيرًا ثم تتسع دائرته ويتطاير شرره؛ فنقرأ معه شرحه وفهمه لحديث الرسول- صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- حين وصل المُزدلفة في حجة الوداع وقال لابن عباس: "هلم القط لي"- أي حصيات ليرمي بها في منى- قال: فلقطتُ له حصيات من حصى الخذف- فلما وُضِعن في يده، قال: "نعم بأمثال هؤلاء، وإيَّاكم والغُلو في الدين".. في إشارةٍ إلى أنه قد يأتي مَن يفهم أنه كلما كانت الحصوات كبيرة كان هذا أدل على عمق الاتباع فيدخل عليهم الغلو شيئًا فشيئًا؛ ولهذا لزم التحذير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "هَلك المُتنطِعون" قالها ثلاثًا: أولئك الذين وصفهم العلماء بالمتعمقين المجاوزين الحدود في أقوالهم وأفعالهم.

سمعنا وتعلمنا في مدرسة الإخوان المسلمين شرح القرضاوي لحديث رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "لا تُشددوا على أنفسكم فيُشدد عليكم فإن قومًا شَددوا على أنفسهم فشُدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم".

فيقول: قاوم النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- كل اتجاهٍ ينزع إلى الغُلو في التدين، وأنكر على مَن بالغ من أصحابه في التعبُّد والتقشف مبالغة تُخرجه عن حدِّ الاعتدال الذي جاء به، ووازن به بين الروحية والمادية، ووفَّق بفضله بين الدين والدنيا وبين حظ النفس من الحياة وحق الرب في العبادة التي خُلِقَ لها الإنسان.

وتتزكى بها نفسه ويرقى بها روحيًا وماديًا؛ ممَّا يَنهض بالجماعة كلها، ويقيمها على أساسٍ من الأخوة والتكافل دون أن يُعطل مهمة الإنسان في عمارة الأرض؛ فالصلاة والزكاة والصيام والحج عباداتٍ فردية واجتماعية في نفس الوقت فهي لا تعزل المسلم عن الحياة، ولا عن المجتمع بل تزيده ارتباطًا به.

هكذا حق لي أن أقول: إن الشيخ الجليل يوسف القرضاوي هو ناظر مدرسة الإخوان المسلمين، ولأن الإسلام العظيم علَّمنا ألا ننسى الفضل بيننا فنقول للشيخ القرضاوي في هذا الملتقى إن جيل الإحياء الثاني لجماعة الإخوان المسلمين، أو مَن يسمونهم جيل الصحوة الإسلامية في السبعينيات يشهد ويقر لك بالفضل أن قَيضك الله فتوضح ما غمض وتشرح ما التبس وتُسهل ما صعب مستشهدًا بقول الحق تبارك وتعالى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي)يوسف الآية 108.

نقلاًعن موقع إخوان أون لاين
أمير القلوب

أنا هو إلا أنه إياي

LOVEباقة










KISSESمع سلة







FACEنسكبها ع أجمل


PERSONيملكه أغلى






أخي وصديقي العزيز
حبيبي ونبض قلبي
د.محمد النجار

١٤‏/٠٨‏/٢٠٠٧

رسالة إلى الوالى


يامن وليت أمر المسلمين.. يامن ظلمت نفسك وظلمت شعبك.. يامن تركت أعوانك يسرقون وينهبون خيرات بلدك.. يامن لا تسمع إلا لحاشيتك وبطانتك الفاسدة.. إرجع إلى شعبك.. حاول أن تتواصل معه.. حاول ولو مرة واحدة أن ترفع الظلم عن شعبك.. حاول أن تدرك ما آلت إليه أحوال البلد.. حاول أن تتعظ بمن سبقك وليكونوا لك عبرة... وأقرأ هذه إن كنت تريد أن تعرف ولعلك تفهم....
كتب هارون الرشيد إلى سفيان الثوري يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبدالله هارون الرشيد أمير المؤمنين، إلى أخيه سفيان بن سعيد بن المنذر أما بعد.،
(ياأخي قد علمت أن الله تبارك وتعالى آخى بين المؤمنين، وجعل ذلك فيه وله، واعلم أني آخيتك مؤاخاة لم أصرم بها حبك، ولم أقطع منها ودك، وإني منطوٍ على أفضل المحبة والإرادة، ولولا هذه القلادة التى قلدينها الله لأتيتك ولو حبواً،لما أجد لك في قلبي من المحبة واعلم ياأبا عبدالله أنه ما بقى من إخواني وإخوانك أحد إلا وقد زارني وهنأني بما صرت إليه، وقد فتحت بيوت الأموال وأعطيتهم من الجوائز السنية ما فرحت به نفسي وقرت به عيني، وإني استبطأتك فلم تأتني، وقد كتبت إليك كتاباً شوقاً مني إليك شديداً، وقد علمت ياأبا عبدالله ما جاء في فضل المؤمن وزيارته ومواصلته، فإن ورد عليك كتابي فالعَجَل العَجَل.....).
وقد رد عليه سفيان الثوري بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد المذنب سفيان بن سعيد بن المنذر الثوري ، إلى العبد المغرور بالآمال هارون الرشيد، الذي سلب حلاوة الإيمان أما بعد: (فأني قد كتبت إليك أعرفك أني قد صرمت حبك، وقطعت ودك، وقليت {أى كرهت} موضعك، فإنك قد جعلتني شاهداً عليك بإقرارك على نفسك في كتابك بما هجمت به على بيت مال المسلمين، فأنفقته في غير حقه، وأنفذته في غير حكمه، ثم لم ترض بما فعلته وأنت ناء عني، حتى كتبت إلىّ تشهدني على نفسك، أما إني قد شهدت عليك أنا وأخواني الذين شهدوا قراءة كتابك، وسنؤدي الشهادة عليك غداً بين يدي الله تعالى..، ياهارون هجمت على بيت مال المسلمين بغير رضاهم، هل رضى بفعلك المؤلفة قلوبهم ، والعاملون عليها في أرض الله تعالى والمجاهدون في سبيل الله وابن السبيل..؟ أم رضى بذلك حملة القرآن وأهل العلم والأرامل والأيتام..؟ أم رضى بذلك خلق من رعيتك..؟ فشد ياهارون مئزرك، وأعد للمسألة جواباً، وللبلاء جلباباً، واعلم أنك ستقف بين يدي الحكم العدل، فقد رزئت في نفسك إذ سلبت حلاوة العلم والزهد ولذيذ القرآن ومجالسة الأخيار، ورضيت لنفسك أن تكون ظالماً وللظالمين إماماً.، ياهارون قعدت على السرير، ولبست الحرير، وأسبلت ستراً من دون بابك، وتشبهت بالحجبة برب العالمين، ثم أقعدت أجنادك الظلمة دون بابك وسترك، يظلمون الناس ولا ينصفون، ويسرقون ويقطعون السارق، ويشربون الخمور ويضربون من يشربها، ويزنون ويحدون الزاني، أفلا كانت هذه الأحكام عليك وعليهم قبل أن تحكم بها على الناس..؟ فكيف بك ياهارون غداً إذا نادى المنادى من قبل الله تعالى {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}.، أين الظلمة وأعوان الظلمة، فقدمك بين يدي الله تعالى ويداك مغلولتان إلى عنقك، لا يفكها إلا عدلك وإنصافك، والظالمون حولك وإنك لهم سابق وإمام إلى النار، كأني بك ياهارون وقد أخذت بضيق الخناق، ووردت المساق، وأنك ترى حسناتك في ميزان غيرك، وسيئات غيرك في ميزانك زيادة عن سيئاتك، بلاء على بلاء، وظلمة على ظلمة، فاحتفظ بوصيتي واتعظ بموعظتي التى وعظتك بها، واعلم أني قد نصحتك وما أبقيت لك في النصح غاية، فاتق الله ياهارون في رعيتك، واحفظ محمداً صلى الله عليه وسلم في أمته، وأحسن الخلافة عليهم، واعلم أن هذا الأمر لو بقى لغيرك ما وصل إليك وهو سائر إلى غيرك، وكذا الدنيا تنتقل إلى أهلها واحداً بعد واحد، فمنهم من تزود زاداً نفعه، ومنهم من خسر دنياه وآخرته، وإني أحسبك ياهارون ممن خسر دنياه وآخرته... فإياك إياك أن تكتب لى بعد هذا فلا أجيبك عنه والسلام).... فأقبل هارون يقرأ ودموعه تنحدر من عينيه، ويقرأ ويشهق، فقال له بعض جلسائه ياأمير المؤمنين لقد اجترأ عليك سفيان، فلو وجهت إليه وأثقلته بالحديد وضيقت عليه السجن كنت تجعله عبرة لغيره.، فقال هارون: اتركونا ياعبيد الدنيا، المغرور من غررتموه والشقي من أهلكتموه، وإن سفيان أمة وحده فاتركوا سفيان وشأنه.، ثم لم يزل كتاب سفيان إلى جنب هارون يقرؤه عند كل صلاة حتى توفى...
رحمة الله على الخليفة هارون الرشيد وُعظ فاتعظ وسمع لنصيحة العالم سفيان الثوري ولم تأخذه العزة بالأثم ويعمل بوصية حاشيته الفاسدة.، فليتك تتعظ أنت أيضاً وليتك تسمع لنصيحة العالم الجليل سفيان الثوري وتدع ظلمك والظالمين من حولك.
أمير القلوب

أين الأمن..؟ وأين الأمان..؟


بعد طول إنتظار وغيبة خارج مصرنا الحبيبة عدنا من الخارج كان أبي في رحلة عمل أو رحلة جمع الأموال التي يحلم بها جميع المصريين كنا لا نرى مصر إلا في الأجازات، كنا في بلد أوروبية عشنا فيها أيام الطفولة بمراحلها، وفترة الشباب بإنطلاقها، وتلقينا العلم هناك على أيدى معلمون غربيون ومصريون أدين لهم بالفضل، ومارسنا جميع الأنشطة هناك سواء كانت رياضية أم إقتصادية أم سياسية بحرية تامة وبدون أدنى إعتراض أو تصادم مع الحكومة أو النظام هناك مهما كانت رؤيتنا أو رأينا مخالف أو معارض لسياسة هذه الحكومة..،بل على العكس كنا نرى تشجيعاً منها على الإستمرار والتمسك برؤيتنا وآرائنا من خلال التعبير عنها بحرية تامة وفي إطارها السلمى .، وكثيراً جداً رضخت الحكومة لمتطلباتنا وآرائنا.، رغم أننا لسنا في وطننا الأصلي، كنا نحلم دائما بالرجوع إلى الوطن والإستقرار فيه، وفعلاً جاءت لحظة إتخاذ القرار بالعودة إلى الوطن كانت هذه اللحظة هى أسعد لحظات حياتي، وما أن بدأنا في تسوية الأمور الخاصة بالسفر ، عندها سمعنا خبر أن مجموعة من رجال الأعمال المصريين الشرفاء والذين نعرف بعضهم جيداً وتربطنا بهم علاقة صداقة قوية قد قبض عليهم وتم التحفظ على جميع أموالهم وممتلكاتهم وإحالتهم إلى محكمة عسكرية، عندها سألت نفسي ما المصيبة التى فعلوها ليحدث لهم ما حدث..؟ فأنا أعرفهم جيداً مثالاً للإحترام والتقدير من جميع من يعرفونهم وعلى صلة بهم وأنهم على قدر من التدين والإلتزام ..، عندها قاطع صوت أبي تفكيري وهو يحكي لوالدتي ما حدث ثم كانت المفاجئة التى لم أكن أتوقعها أنه قبض عليهم لأنهم أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين (المحظورة) ويعارضون سياسة النظام ويعملون على إصلاح البلد وينشرون الخير بين الناس.... {عندها عجز عقلي عن التفكير وإستيعاب الموقف وقلت هل هذه تهم توجه إليهم أم أنها أوسمه تعلق على صدورهم}.، نحن لاننتمى إلى أي تيار سياسي ولكن نعلم علم اليقين أن جماعة الأخوان المسلمين من التيارات المعتدلة على مستوى العالم وليس في مصر فقط و كون إدعائهم أنها محظورة فمن حظر نشاطها وتحت أي مسمى أو قانون يحظر نشاطها وكيف تكون محظورة ولها مايزيد عن ثمانون عضواً بمجلس الشعب ولها شعبيتها الكثيفة بين الناس وكون أنها تعارض سياسة النظام فنحن لا نرى للنظام سياسة أصلاً إلا سياسة البلطجة والظلم والقهر والفقر والجوع والعطش حتى هنا في الغرب يعرفون ذلك جيداً ..، عندها أصر والدي على أن نسرع في إجراءات السفر حتى نعود في أسرع وقت ، في تلك اللحظة شعرت أنا أيضاً لابد وأن أعود إلى وطني وعند وصولنا إلى مطار القاهرة الدولي وجدت يافطة عريضة في مدخل المطار مكتوب عليها قول الله تعالى: {ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين} قلت عندها أين الأمن..؟ وأين الأمان..؟ في ظل هذا النظام الظالم وكيف يأمن الفرد على نفسه وأمواله إن كان رأيه معارضاً لهذا النظام ، هذا إن كان النظام بيده الرعاية والحفظ والضر والنفع، أما وهذه الأشياء فبيد مالك الملك وهو القادر الحافظ المعز المذل الذي يرعانا جميعاً وأنه جعل الأمن في مصر بمشيئته وليس بمشيئة النظام فنحن متوكلون عليه وسائرون على هدى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعندها زاد إصراري على الإستقرار في مصر، وأن أشارك أهلي وشباب بلدي همومهم ومشاكلهم وأن نعمل سوياً على إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل وأن نبدأ في بناء مستقبلنا ومستقبل أبنائنا (إن كنت معك أن مستقبلنا نحن سوف يكون محدد المعالم ومحدد النجاحات).، ولكن فلبندأ ولنبحث عن مستقبل أبنائنا هنا تحت كل حجر وفي كل فرصة تتاح لنا فوق رمال وطننا الحبيب ومهما قابلنا من مشاكل فلنواجهها نحن بصدر رحب وعزيمة قوية إن كنا نريد لأبنائنا أن يعيشوا حياة طيبة في رخاء وإستقرار.،وإن كنا نحن حريصين على مستقبلهم ونخاف عليهم ونريد لهم مستقبلاً أفضل، أما إن تركناهم على هذه الأوضاع فسيكونوا في فقر أشد من فقرنا وقهر أشد من قهرنا وسيكونون هم من يصنعون مستقبلهم بإيديهم وعندها سيعرفون جيداً أننا نحن من فرطنا في حقوقهم وأوصلناهم إلى هذه الدرجة من الفقر وعند ذلك سيسخطون كل السخط علينا.، وبدأت أنا فعلاً في الإتصال ومخاطبة ومراسلة جميع أقاربنا وأصدقائنا ومعارفنا في الخارج وبدأت أوضح لهم حال البلد وما آلت إليه الأوضاع هنا وأن من حق البلد التي نشئوا وتربوا فيها أن يقفوا إلى جانبها في محنتها التى تمر بها وأن يعودوا لبناء مستقبل أبنائهم في وطنهم بدلاً من أن يبنوه على أرض غريبة غير أرضهم ويشربون ماءاً غريبة غير مياههم التى دائماً كانت تروي عطشهم.، وكانت المفاجئة في ردودهم علىّ فقد وجدت ترحيباً شديداً بالفكرة والإصرار منهم على العودة إلى الوطن والإستقرار فيه ومنهم فعلاً الكثير الذين وصلوا إلى مصر ونحن الآن بصدد التفكير ووضع الإستراتيجيات التى سنعمل بها في الفترة القادمة في نشر القضية والتعريف بها لكل من نعرف سواء في الوطن العربي أو في الغرب.
نقلاً عن صديقي:
المصري

٢٦‏/٠٧‏/٢٠٠٧

(طلب النجاة في طريق الاستقامة)

د/ محي حامد يكتب:وصايا إلى أحبة القلوب
ما أحوجنا اليوم أيُّها الأحبة الكرام بأن نتواصى بما يعيننا على أداء رسالتنا ومهمتنا التي خُلقنا من أجلها، في ظل طغيان المادة والشهوات
وغياب القيم والأخلاق،ولنعلم أيها الأحباب أننا أصحاب دعوة حق؛ لها من المبادئ والقيم والأخلاق التي تُؤثِّر في المجتمع ولا نتأثر بما يسود في المجتمع من ظواهر سلبية من ظواهر سلبية وعلل وأمراض؛ ولذا فإن النجاةَ لنا في طريق الاستقامة مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) (الأحقاف)، ومصداقاً لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "قل آمنت بالله ثم استقم" (أخرجه مسلم).
وأصل الاستقامة كما ذكر العلماء من ثلاثة (اتباع الكتاب، والسنة، ولزوم الجماعة)، وهذه الأمور الثلاثة تحتاج إلى عُدة أمور تُعين على ذلك تتمثل في الإخلاص والعلم وبذل الجهد واعتدال السلوك بين الإفراط والتفريط، كما أوضح لنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجوا أحدٌ منكم بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل"، وفي ذلك يقول ابن القيم رضي الله عنه: "المطلوب من العبد الاستقامة، وهي السداد فإن لم يقدر عليها فالمقاربة، فإن نزل عنها: فالتفريط والإضاعة".
* فالاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء، كما قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: "الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعبان"، وقال الحسن بن علي- رضي الله عنهما-: "استقاموا على أمرِ الله فعملوا بطاعته، واجتنبوا معصيته"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "استقاموا على محبته وعبوديته فلم يلتفتوا عنه يمينه ولا يسره"، وما أشمل وأجمل من قول الله تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) (هود).
فبيَّن أن الاستقامةَ ضد الطغيان، وهي مجاوزة الحدود في كلِّ شيء، وعندما سُئل صديق الأمة أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- عن الاستقامة؟ فقال: "أن لا تشرك بالله شيئًا"، وهذا مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ﴾ (فصلت: من الآية 6).
* ومما ذُكر أيها الأحبة الكرام نستخلص أن الطريق إلى الاستقامة يستلزم عدة أمور أساسية لا غنى عنها منها:
أولاً: التوبة إلى الله عز وجل، والإنابة إليه، ودوام الاستغفار.
ثانيًا: الدعاء وطلب العون من الله "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، "اللهم اغفر لي ما فات، واعصمني مما هو آت، وارزقني تقواك".
ثالثًا: تدبر آيات القرآن الكريم والوقوف على أوامره ونواهيه، فتذكر قول عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-: "عندما أسمع قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ أقف مستعدًا لأمرٍ فأُنفِّذه، أو لنهي فأنتهي عنه".
رابعًا: التخلق بأخلاق النبي- صلى الله عليه وسلم- واتباع سنته مصداقًا لقول السيدة عائشة- رضي الله عنهما-: "كان النبي- صلى الله عليه وسلم- خُلقه القرآن، كان قرآنًا يمشي على الأرض".
خامسًا: الإخلاص والصدق في الأقوال والفعال والأحوال والنيات، وهذا يتطلب المراقبة والمحاسبة للنفس في دقائق الأمور صغيرها وكبيرها، فالرياء في الأعمال يخرجه عن الاستقامة، والفتور والتراخي يخرجه عنها أيضًا، ولا يحصل هذا إلا باليقظة الدائمة والتعهد المستمر لحال القلب.
سادسًا: الإكثار من الطاعات واجتناب المعاصي: "اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات.."، وكما يقول ابن القيم: "فكل الخير في اجتهادٍ باقتصاد، وإقران مقرون بالاتباع"، ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ لكل عملٍ شرة، ولكلِّ شرة فترة، فمَن كان فترته إلى سنته أفلح، ومن كانت فترته إلى بدعةٍ خاب وخسر".
سابعًا: لزوم الجماعة، والمراد به لزوم الحق وأهله ولو قلُّوا، لا لزوم أكثر الناس، هذا يتطلب بصيرة وعلم وعمل مع لزوم مجالسة الصالحين وأهل الحق والصلاح في إطارٍ من الحب في الله والعمل لدين الله.
ثامنًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفقهٍ وعلمٍ واتباعٍ لسنة الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي﴾ (يوسف: 108).
ويقول المحاسبي- رضي الله عنه-: "وكُنْ قائلاً بالحق عاملاً به يزدك الله نورًا وبصيرةً، ولا تكن ممن يأمر به وينأى عنه فتبوء بإثمه وتتعرَّض لمقتِ الله"، ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "مَن وعِظ ولم يتعظ، وزُجِر ولم يزدجر، ونُهِى ولم ينتهِ فهو عند الله من الخائبين".
تاسعًا: البذل والإنفاق في سبيل الله بكل غالٍ وثمين مصداقًا لقوله تعالى: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)، ويقول الشهيد سيد قطب رحمه الله (عندما أُعطي إنما آخذ)، فمَن أراد القُرب من الله فعليه بالتضحية والعطاء بكل ما يملك بصدقٍ وإخلاصٍ لله عز وجل.
عاشرًا: التحلي بالصبر، فالطريق إلى الله تحتاج إلى الصبر الجميل كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) (آل عمران)، وكما في قوله ﴿وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: من الآية 155)، وفي ذلك يقول ابن القيم: "للصبر مراتب، أن تصبر أن تتعلم أمور دينك، وأن تصبر على أن تدعو بما علمت وعملت، وأن تصبر على أذى الناس".
أيها الإخوة الكرام: إن الطريق إلى النجاة لن يكون إلا بالاستقامة على أمر الله، ولن تتحقق فينا الاستقامة إلا باتخاذ الخطوات الموصلة إليها، ولن يكون ذلك إلا بحمل النفس على المكاره، فحُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات، ولكن ينتظرنا أمر عظيم ينسينا شدة الطريق، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)(فصلت)، يالها من عظيم البشرى! وياله من وعد صدق عند مليك مقتدر! فرجاؤنا في الله كبير، وثقتنا في الله ووعده عظيمة.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن نكون من أهل الاستقامة على طريق الله، وأن نفوز بالشهادة في سبيله، وأن يرزقنا نعيم الجنة والنظر إلى وجهه الكريم.. اللهم آمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
.

٢٤‏/٠٧‏/٢٠٠٧

*جئتك من عند كريم*



أخي الحبيب
أما آن لك أن تتوب له..؟ أما آن لك أن ترجع إليه..؟ أينادى عليك الملك الودود وأنت تعرض عنه كيف...؟ ألم تسمعه يعاتبك على بعدك عنه ويقول:{ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}.،ويقول أيضاً: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغْفِرُونه }.، والله إنه كريم حليم.. يغفر الذنب العظيم.. يجيب المضطر.. ويكشف الضر.. كريم..حليم.. واحد.. أحد.. فرد.. صمد.. أقبل على الله.. إنكسر بين يديه.. وانطرح بين يديه.. واسأله من فضله وقل.. ياالله....ياالله.... اطلب منه العفو والمغفرة..يقول الله تعالى:{سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.، والله الذي لا إله غيره لو أنك أبصرت الراحة والسعادة والطمئنينة التي ستملئ قلبك... وتملئ عليك حياتك...والله ما ابتعدت قيد أنملة عن ربك كيف لا..؟ وربك يخبرك ويقول: {الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.، كيف لا تطمئن النفس والروح وهي تصفو وترقى عند إتصالها بخالقها والله لو أنك عرفت حلاوة ومذاق التوبة والرجوع إلى الله وفرحة المولى عز وجل بتوبتك.. ثبت في الصحيحين عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : {لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة, فانفلتت منه, وعليها طعامه وشرابه، فيأس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها -قد أيس من راحلته- فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح}.، ولو أنك عرفت ما أعده الله لعباده المؤمنين التائبين والعائدين إليه قال الله تعالى: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم}.، نعم بشراكم اليوم وهل توجد بشرى أفضل من الجنة..؟ والله نعم البشرى ونعم الفوز ..وأي فوز وأي نجاح أفضل من الجنة..؟ والله لهو الفوز العظيم.،وهل تعرف أن التوبة أمر من الله لعباده..؟ ألم تقرأ قوله تعالى:{ياأيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين ءامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير}.، ألا تريد أن يغفر الله لك .. ألا تتمنى الجنة .. عجباً لك..!!! ألا تتمنى مرافقة النبي في الجنة؟ .، ألا تعلم أن التوبة سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة.. قال تعالى:{ وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}.،ألا تريد أن يبدل الله سيئاتك إلى حسنات قال سبحانه:{ إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}.، ألا تريد زيادة في الرزق و بركة في الأولاد وقوة في بدنك قال تعالى: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين}.، وقال أيضاً:{ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً}.،وبعد ذلك كله هل مازلت مصراً على معصية الخالق..؟ ألا تريد أن تكون ممن يحبهم الله ، قال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}.،وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه..!
أخي الحبيب: كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا أهوائنا مرة أخرى،من منا يخلو من الذنوب ومن منا لم يقع في المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ،فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم}..صحيح الجامع.،وقال صلى الله عليه وسلم:{لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التى أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم}..صحيح الجامع.، فلست أنا و أنت بمعصومين.. { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].، وإليك أخي الحبيب شروط التوبة الصادقة:
(1) الإعتراف بالمعاصي والذنوب: فلابد من الإعتراف بالخطا أولاً.
(2) الندم على ما سلف من المعاصى والذنوب:فلابد من الندم والأسف على ما أقترفته نفسك من المعاصي.
(3) الإقلاع عن هذه المعاصي والذنوب:فلا تصح التوبة مع الإصرار على المعاصي.
(4) العزم على عدم الرجوع لهذه المعاصي والذنوب:فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع إلى هذه المعاصي.
ولتعلم أخي في الله
أنه لا صغيرة إن واجهك عدله ولا كبيرة إن قابلك فضله
فبادر بالرجوع إليه والإنكسار بين يديه.. قال الحسن البصري: ( إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل)..،وإياك..إياك والإصرار على الذنوب وإن كانت من الصغائر فالإصرار على الصغيرة كبيرة ، ولتعلم أنه لا كبيرة مع إستغفار ولا صغيرة مع إصرار.
أخي الحبيب: هناك دلائل على قبول التوبه منها: أنك تجد الطاعة خفيفة على النفس وحلوة الشعور ومفتحة لها الأبواب وتجد المعصية ثقيلة على النفس مرة الشعور ومغلقة لها الأبواب .، جعلنا الله من عباده التوابين الأوابين المتطهرين وجعلنا رفقاء النبي في الجنة اللهم ءامين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.