٢٠‏/٠٨‏/٢٠٠٧

القرضاوي...والوسطية الإسلامية


القرضاوي عالم الأمة الإسلامية
جلست أبحث عن بيانات أو موضوعات متعلقة بهذا العالم والشيخ الجليل الدكتور/يوسف القرضاوي أمد الله في عمره وجعله زخراً للإسلام والمسلمين، نعم إنه هذا العالم الذي كان وما يزال نرى فيه المنهج الوسطي المعتدل الذي يعبر عنه هذا الدين الحنيف في كل كلمة ينطق بها وفي كل فتوى يفتيها بدون إفراط أو تفريط، فدخلت على الإنترنت حتى أبحث وأستزيد من المعلومات التى أعرفها عنه، فوجدت مقالاً للدكتور/عبد المنعم أبو الفتوح فأعجبني جداً وهذا نصه:
د. القرضاوي ناظر المدرسة الإخوانية
[25/07/2007]
بقلم: د. عبد المنعم أبو الفتوح

هذه الورقة أُعدَّت لملتقى تلاميذ وأصحاب د. يوسف القرضاوي الذي عقد في الدوحة من 14 إلى 16 يوليو؛ باعتباره أحد المُجددين والمُجتهدين الذين أثروا الأمَّة بعطائهم

العلمي والفكري؛ غير ذلك فالشيخ القرضاوي بالنسبة لي شخصيًّا أستاذ وأخ وصديق حبيب؛ ما كان لي أن أتأخَّرعن تحيته في ملتقى تلاميذه وأصحابه؛ فالقرضاوي كان وما زال المِرفأ في كل عاصفةٍ والظل في كل هجير والناصح الأمين دومًا في كل حين.

تَدين الصحوة الإسلامية في السبعينيات بالفضل لعددٍ من الشيوخ والرواد في مقدمتهم الشيخ محمد الغزالي- رحمه الله- والأستاذ عمر التلمساني والشيخ الجليل يوسف القرضاوي أمَدَّ الله في عمره.

تلك الصحوة التي تُعد بحق الإحياء الثاني لما بدأهُ المصلحون الأولون مثل محمد بن عبد الوهاب والمهدي في السودان، وابن باديس وحسن البنا والسباعي والمودودي، وبطبيعة الحال نتيجةً لجهود الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم، وإذا كان الدكتور العلامة الشيخ القرضاوي قد ذكر أن شباب الجامعة هم الذين بدأوا بالصحوة، وهم الذين قادوها، ولا يستطيع أحدٌ أن يدَّعي أنه قام بالصحوة، لا الإخوان ولا غيرهم، ولكنها كانت انفجارًا صنعه الله، بدأت بشباب الجامعات في كليات القمة، وحتى الأزهر تأخَّر عن هذا، بل وحين بدأت الصحوة في الأزهر لم تبدأ في الكليات الشرعية، وإنما بدأت في كليات القمة أيضًا، فكانت الريادة لهؤلاء الشباب، إلا أن ما لم يذكره الشيخ الجليل هو: أن هؤلاء الشباب حين قاموا بصحوتهم- ومن فضل الله عليَّ أن كنتُ أحدهم- كانوا يتطلعون إلى شيوخٍ وروادٍ يشيرون عليهم بالأصوب والأحسن والأسلم، وكان الشيخ القرضاوي هو أحد أهم وأعظم هؤلاء الرواد إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، وكانت أعظم إشاراتهم هي الإشارة إلى وسطية الإسلام، التي كانت مدرسة الإخوان المسلمين تمثل تجسيدها الفكري والحركي واستطاعت من خلاله الصحوة الإسلامية في السبعينيات أن تتحرك بين الناس، وتُعبِّر عن نفسها وعمَّا تحمله من أفكار.

كانت الصحوة الإسلامية في هذه الفترة صحوة عقولٍ وأفكار يكتنِفُها بعض الغموض، وصحوة قلوبٍ ومشاعر وحماسة هائلة للدين، وصحوة اهتمام بقضايا العالم الإسلامي وصحوة إرادة وعزيمة، وصحوة عملٍ وسلوك مَثَّل القرضاوي لنا مدرسة الوسطية الإسلامية في أجمل معانيها؛ تلك الوسطية التي تعني الوسط بين النقيضين التَّشدُد الديني من ناحية والعلمانية الغربية من ناحيةٍ أخرى.

وممَّا دفع أبناء الصحوة الإسلامية إلى التعلُق والارتباط بالشيخ القرضاوي هو: أنه كان وما زال نموذجًا للعالِم المجاهد المدافع الصلب عمَّا يؤمن به ويراه حقًّا يعيش هموم المسلمين وقضاياهم مهما كلَّفهُ ذلك من تبعاتٍ وردود أفعال؛ فالمتعصبون يرفضون آراءه ويَعتبرونه (مُترخِصًا)، والصَّهاينة وبعض الدوائر الغربية ترى فيه العدو الأول للصهيونية، مُتشددًا ومُتعصبًا، ومن أكثر العلماء تحريضًا ضِد الصهيونية؛ وكذلك تراه غير مُرحبٍ به في بعض الدول العربية والإسلامية.

كل هذه المتناقضات تِجاهه تؤكد أن هذا الرجل على الطريق الصحيح، ويُمثِّل الوسطية التي يرفضها المتعصبون والعلمانيون، وفي المقابل فله في قلوب الملايين من المسلمين في أقطار الأرض كل تقديرٍ واحترامٍ ومحبة.

القرضاوي عالم موسوعي


القرضاوي عالم موسوعي فهو الخطيب والشاعر والكاتب والمجتهد وصاحب الفتوى؛ تجاوزت مؤلفاته أكثر من مائة كتابٍ غطَّت موضوعات إسلامية عديدة أهمها طريقة الدعوة إلى الله، وتحت هذا العنوان عشرات الموضوعات، وكذلك في الاقتصاد، وكتابه عن الزكاة- الذي حصل به على درجة الدكتوراة- أحد أهم المراجع المتخصصة في جوانب المال والأعمال، وتُوصف بأنها أفضل ما كتب في تاريخ الإسلام كله في هذا المجال، وله كتابات كذلك في العدالة الاجتماعية والنظام السياسي في الإسلام.

القرضاوي الآن وبحق الناظر القَويم لمدرسة الإخوان المسلمين، بما تمثله من تاريخٍ ونهجٍ ومواقف؛ فهو بِفهمه العميق لمعنى الوسطية التي هي عنوانٌ على رأس فكرة كما هي بالأحرى عنوانٌ للأُمَّة كلها.. وبتقدمه لهذا الفهم شرحًا وتأليفًا واجتهادًا يتأكد معه الوصف الذي لم أزد فيه على ذكر الحقيقة.

والواقع أننا تعلمنا من القرضاوي أن الإسلام منهج وسط في كل شيء، في التصور والاعتقاد والتعبد والتنسك والأخلاق والسلوك والمعاملة والتشريع.

وهو الطريق الذي سمَّاه الحق تبارك وتعالى الصراط المستقيم، المنهج المُتميِّز عن طرق أصحاب الديانات والفلسفات الأخرى من المغضوب عليهم ومن الضالين الذين لا تخلو مناهجهم من غلوٍ أو تفريط ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (البقرة: الآية 143)، فأمتنا أمة العدل والاعتدال والتوسط في كل شيء والنصوص الإسلامية تدعو إلى الاعتدال والتوسط على طول الخط بوضوحٍ شديدٍ وتُحذر من التطرف والغلو والتنطع والتشديد أيضًا بوضوح شديد، والواقع أن الذي ينظر في هذه النصوص يتبيَّن له بما لا يَدع مجالاً للشك أن الإسلام يُكافح هذا الغُلو ويُحذر منه بشدة.

النَّبِي صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: "إيَّاكُم والغُلو في الدين فإنَّما هَلك منْ قبلكم بالغُلو في الدين".

ومن قبلنا هم أهل الأديان السابقة، الذي خاطبهم القرآن بقوله: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)﴾ (المائدة) فنهانا الإسلام أن نغلو كما غلوا.

تعلمنا من الشيخ الجليل القرضاوي أن الغلو قد يبدأ صغيرًا ثم تتسع دائرته ويتطاير شرره؛ فنقرأ معه شرحه وفهمه لحديث الرسول- صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- حين وصل المُزدلفة في حجة الوداع وقال لابن عباس: "هلم القط لي"- أي حصيات ليرمي بها في منى- قال: فلقطتُ له حصيات من حصى الخذف- فلما وُضِعن في يده، قال: "نعم بأمثال هؤلاء، وإيَّاكم والغُلو في الدين".. في إشارةٍ إلى أنه قد يأتي مَن يفهم أنه كلما كانت الحصوات كبيرة كان هذا أدل على عمق الاتباع فيدخل عليهم الغلو شيئًا فشيئًا؛ ولهذا لزم التحذير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "هَلك المُتنطِعون" قالها ثلاثًا: أولئك الذين وصفهم العلماء بالمتعمقين المجاوزين الحدود في أقوالهم وأفعالهم.

سمعنا وتعلمنا في مدرسة الإخوان المسلمين شرح القرضاوي لحديث رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "لا تُشددوا على أنفسكم فيُشدد عليكم فإن قومًا شَددوا على أنفسهم فشُدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم".

فيقول: قاوم النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- كل اتجاهٍ ينزع إلى الغُلو في التدين، وأنكر على مَن بالغ من أصحابه في التعبُّد والتقشف مبالغة تُخرجه عن حدِّ الاعتدال الذي جاء به، ووازن به بين الروحية والمادية، ووفَّق بفضله بين الدين والدنيا وبين حظ النفس من الحياة وحق الرب في العبادة التي خُلِقَ لها الإنسان.

وتتزكى بها نفسه ويرقى بها روحيًا وماديًا؛ ممَّا يَنهض بالجماعة كلها، ويقيمها على أساسٍ من الأخوة والتكافل دون أن يُعطل مهمة الإنسان في عمارة الأرض؛ فالصلاة والزكاة والصيام والحج عباداتٍ فردية واجتماعية في نفس الوقت فهي لا تعزل المسلم عن الحياة، ولا عن المجتمع بل تزيده ارتباطًا به.

هكذا حق لي أن أقول: إن الشيخ الجليل يوسف القرضاوي هو ناظر مدرسة الإخوان المسلمين، ولأن الإسلام العظيم علَّمنا ألا ننسى الفضل بيننا فنقول للشيخ القرضاوي في هذا الملتقى إن جيل الإحياء الثاني لجماعة الإخوان المسلمين، أو مَن يسمونهم جيل الصحوة الإسلامية في السبعينيات يشهد ويقر لك بالفضل أن قَيضك الله فتوضح ما غمض وتشرح ما التبس وتُسهل ما صعب مستشهدًا بقول الحق تبارك وتعالى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي)يوسف الآية 108.

نقلاًعن موقع إخوان أون لاين
أمير القلوب

هناك ٦ تعليقات:

قلب أبيــض يقول...

السلام عليكم مير القلوب
فانت فعلا بكلامك هذا فى مدونتك
امير لقلوبنا
جزاك الله خيرا ونفعك الله بعلمك
وبارك الله فيك
شاركنى فى موضوع
ركب السعداء

محمد النجار يقول...

جزاكم الله خيرا

كلمات رائعة

يا أمير القلوب


يا امير قلبى انا

دسوقي يقول...

السلام عليكم

ايه ياعم شلة الكوابرية اللي قاعدين علي النت دول
عموما بابارك علي المدونة وبعتتلك tagياحاج وماردتش عليه

ينفع كده

البداية طناش

تحياتي

أمير القلوب يقول...

منور ياأبيض قلب
معرفش انت دخلت مملكة قلبي بالسرعةدي كده ليه
إني أحبك في الله
أنتظر زيارتك القادمة
تحياتي

أمير القلوب يقول...

هاي نجار
منور ياقلبي أنا

أمير القلوب يقول...

هاي دسوقي
منور ياباشا
أنا نلت شرفاً عظيماً لزيارتك مدونتي
ومقدرش أطنشك فعذراً على عدم الرد على التاج هناك أشياء في نفس يعقوب لم يقضها بعد وعلى العموم شكراً لك
تحياتي