يامن وليت أمر المسلمين.. يامن ظلمت نفسك وظلمت شعبك.. يامن تركت أعوانك يسرقون وينهبون خيرات بلدك.. يامن لا تسمع إلا لحاشيتك وبطانتك الفاسدة.. إرجع إلى شعبك.. حاول أن تتواصل معه.. حاول ولو مرة واحدة أن ترفع الظلم عن شعبك.. حاول أن تدرك ما آلت إليه أحوال البلد.. حاول أن تتعظ بمن سبقك وليكونوا لك عبرة... وأقرأ هذه إن كنت تريد أن تعرف ولعلك تفهم....
كتب هارون الرشيد إلى سفيان الثوري يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبدالله هارون الرشيد أمير المؤمنين، إلى أخيه سفيان بن سعيد بن المنذر أما بعد.،
(ياأخي قد علمت أن الله تبارك وتعالى آخى بين المؤمنين، وجعل ذلك فيه وله، واعلم أني آخيتك مؤاخاة لم أصرم بها حبك، ولم أقطع منها ودك، وإني منطوٍ على أفضل المحبة والإرادة، ولولا هذه القلادة التى قلدينها الله لأتيتك ولو حبواً،لما أجد لك في قلبي من المحبة واعلم ياأبا عبدالله أنه ما بقى من إخواني وإخوانك أحد إلا وقد زارني وهنأني بما صرت إليه، وقد فتحت بيوت الأموال وأعطيتهم من الجوائز السنية ما فرحت به نفسي وقرت به عيني، وإني استبطأتك فلم تأتني، وقد كتبت إليك كتاباً شوقاً مني إليك شديداً، وقد علمت ياأبا عبدالله ما جاء في فضل المؤمن وزيارته ومواصلته، فإن ورد عليك كتابي فالعَجَل العَجَل.....).
وقد رد عليه سفيان الثوري بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد المذنب سفيان بن سعيد بن المنذر الثوري ، إلى العبد المغرور بالآمال هارون الرشيد، الذي سلب حلاوة الإيمان أما بعد: (فأني قد كتبت إليك أعرفك أني قد صرمت حبك، وقطعت ودك، وقليت {أى كرهت} موضعك، فإنك قد جعلتني شاهداً عليك بإقرارك على نفسك في كتابك بما هجمت به على بيت مال المسلمين، فأنفقته في غير حقه، وأنفذته في غير حكمه، ثم لم ترض بما فعلته وأنت ناء عني، حتى كتبت إلىّ تشهدني على نفسك، أما إني قد شهدت عليك أنا وأخواني الذين شهدوا قراءة كتابك، وسنؤدي الشهادة عليك غداً بين يدي الله تعالى..، ياهارون هجمت على بيت مال المسلمين بغير رضاهم، هل رضى بفعلك المؤلفة قلوبهم ، والعاملون عليها في أرض الله تعالى والمجاهدون في سبيل الله وابن السبيل..؟ أم رضى بذلك حملة القرآن وأهل العلم والأرامل والأيتام..؟ أم رضى بذلك خلق من رعيتك..؟ فشد ياهارون مئزرك، وأعد للمسألة جواباً، وللبلاء جلباباً، واعلم أنك ستقف بين يدي الحكم العدل، فقد رزئت في نفسك إذ سلبت حلاوة العلم والزهد ولذيذ القرآن ومجالسة الأخيار، ورضيت لنفسك أن تكون ظالماً وللظالمين إماماً.، ياهارون قعدت على السرير، ولبست الحرير، وأسبلت ستراً من دون بابك، وتشبهت بالحجبة برب العالمين، ثم أقعدت أجنادك الظلمة دون بابك وسترك، يظلمون الناس ولا ينصفون، ويسرقون ويقطعون السارق، ويشربون الخمور ويضربون من يشربها، ويزنون ويحدون الزاني، أفلا كانت هذه الأحكام عليك وعليهم قبل أن تحكم بها على الناس..؟ فكيف بك ياهارون غداً إذا نادى المنادى من قبل الله تعالى {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}.، أين الظلمة وأعوان الظلمة، فقدمك بين يدي الله تعالى ويداك مغلولتان إلى عنقك، لا يفكها إلا عدلك وإنصافك، والظالمون حولك وإنك لهم سابق وإمام إلى النار، كأني بك ياهارون وقد أخذت بضيق الخناق، ووردت المساق، وأنك ترى حسناتك في ميزان غيرك، وسيئات غيرك في ميزانك زيادة عن سيئاتك، بلاء على بلاء، وظلمة على ظلمة، فاحتفظ بوصيتي واتعظ بموعظتي التى وعظتك بها، واعلم أني قد نصحتك وما أبقيت لك في النصح غاية، فاتق الله ياهارون في رعيتك، واحفظ محمداً صلى الله عليه وسلم في أمته، وأحسن الخلافة عليهم، واعلم أن هذا الأمر لو بقى لغيرك ما وصل إليك وهو سائر إلى غيرك، وكذا الدنيا تنتقل إلى أهلها واحداً بعد واحد، فمنهم من تزود زاداً نفعه، ومنهم من خسر دنياه وآخرته، وإني أحسبك ياهارون ممن خسر دنياه وآخرته... فإياك إياك أن تكتب لى بعد هذا فلا أجيبك عنه والسلام).... فأقبل هارون يقرأ ودموعه تنحدر من عينيه، ويقرأ ويشهق، فقال له بعض جلسائه ياأمير المؤمنين لقد اجترأ عليك سفيان، فلو وجهت إليه وأثقلته بالحديد وضيقت عليه السجن كنت تجعله عبرة لغيره.، فقال هارون: اتركونا ياعبيد الدنيا، المغرور من غررتموه والشقي من أهلكتموه، وإن سفيان أمة وحده فاتركوا سفيان وشأنه.، ثم لم يزل كتاب سفيان إلى جنب هارون يقرؤه عند كل صلاة حتى توفى...
رحمة الله على الخليفة هارون الرشيد وُعظ فاتعظ وسمع لنصيحة العالم سفيان الثوري ولم تأخذه العزة بالأثم ويعمل بوصية حاشيته الفاسدة.، فليتك تتعظ أنت أيضاً وليتك تسمع لنصيحة العالم الجليل سفيان الثوري وتدع ظلمك والظالمين من حولك.
أمير القلوب
كتب هارون الرشيد إلى سفيان الثوري يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبدالله هارون الرشيد أمير المؤمنين، إلى أخيه سفيان بن سعيد بن المنذر أما بعد.،
(ياأخي قد علمت أن الله تبارك وتعالى آخى بين المؤمنين، وجعل ذلك فيه وله، واعلم أني آخيتك مؤاخاة لم أصرم بها حبك، ولم أقطع منها ودك، وإني منطوٍ على أفضل المحبة والإرادة، ولولا هذه القلادة التى قلدينها الله لأتيتك ولو حبواً،لما أجد لك في قلبي من المحبة واعلم ياأبا عبدالله أنه ما بقى من إخواني وإخوانك أحد إلا وقد زارني وهنأني بما صرت إليه، وقد فتحت بيوت الأموال وأعطيتهم من الجوائز السنية ما فرحت به نفسي وقرت به عيني، وإني استبطأتك فلم تأتني، وقد كتبت إليك كتاباً شوقاً مني إليك شديداً، وقد علمت ياأبا عبدالله ما جاء في فضل المؤمن وزيارته ومواصلته، فإن ورد عليك كتابي فالعَجَل العَجَل.....).
وقد رد عليه سفيان الثوري بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد المذنب سفيان بن سعيد بن المنذر الثوري ، إلى العبد المغرور بالآمال هارون الرشيد، الذي سلب حلاوة الإيمان أما بعد: (فأني قد كتبت إليك أعرفك أني قد صرمت حبك، وقطعت ودك، وقليت {أى كرهت} موضعك، فإنك قد جعلتني شاهداً عليك بإقرارك على نفسك في كتابك بما هجمت به على بيت مال المسلمين، فأنفقته في غير حقه، وأنفذته في غير حكمه، ثم لم ترض بما فعلته وأنت ناء عني، حتى كتبت إلىّ تشهدني على نفسك، أما إني قد شهدت عليك أنا وأخواني الذين شهدوا قراءة كتابك، وسنؤدي الشهادة عليك غداً بين يدي الله تعالى..، ياهارون هجمت على بيت مال المسلمين بغير رضاهم، هل رضى بفعلك المؤلفة قلوبهم ، والعاملون عليها في أرض الله تعالى والمجاهدون في سبيل الله وابن السبيل..؟ أم رضى بذلك حملة القرآن وأهل العلم والأرامل والأيتام..؟ أم رضى بذلك خلق من رعيتك..؟ فشد ياهارون مئزرك، وأعد للمسألة جواباً، وللبلاء جلباباً، واعلم أنك ستقف بين يدي الحكم العدل، فقد رزئت في نفسك إذ سلبت حلاوة العلم والزهد ولذيذ القرآن ومجالسة الأخيار، ورضيت لنفسك أن تكون ظالماً وللظالمين إماماً.، ياهارون قعدت على السرير، ولبست الحرير، وأسبلت ستراً من دون بابك، وتشبهت بالحجبة برب العالمين، ثم أقعدت أجنادك الظلمة دون بابك وسترك، يظلمون الناس ولا ينصفون، ويسرقون ويقطعون السارق، ويشربون الخمور ويضربون من يشربها، ويزنون ويحدون الزاني، أفلا كانت هذه الأحكام عليك وعليهم قبل أن تحكم بها على الناس..؟ فكيف بك ياهارون غداً إذا نادى المنادى من قبل الله تعالى {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}.، أين الظلمة وأعوان الظلمة، فقدمك بين يدي الله تعالى ويداك مغلولتان إلى عنقك، لا يفكها إلا عدلك وإنصافك، والظالمون حولك وإنك لهم سابق وإمام إلى النار، كأني بك ياهارون وقد أخذت بضيق الخناق، ووردت المساق، وأنك ترى حسناتك في ميزان غيرك، وسيئات غيرك في ميزانك زيادة عن سيئاتك، بلاء على بلاء، وظلمة على ظلمة، فاحتفظ بوصيتي واتعظ بموعظتي التى وعظتك بها، واعلم أني قد نصحتك وما أبقيت لك في النصح غاية، فاتق الله ياهارون في رعيتك، واحفظ محمداً صلى الله عليه وسلم في أمته، وأحسن الخلافة عليهم، واعلم أن هذا الأمر لو بقى لغيرك ما وصل إليك وهو سائر إلى غيرك، وكذا الدنيا تنتقل إلى أهلها واحداً بعد واحد، فمنهم من تزود زاداً نفعه، ومنهم من خسر دنياه وآخرته، وإني أحسبك ياهارون ممن خسر دنياه وآخرته... فإياك إياك أن تكتب لى بعد هذا فلا أجيبك عنه والسلام).... فأقبل هارون يقرأ ودموعه تنحدر من عينيه، ويقرأ ويشهق، فقال له بعض جلسائه ياأمير المؤمنين لقد اجترأ عليك سفيان، فلو وجهت إليه وأثقلته بالحديد وضيقت عليه السجن كنت تجعله عبرة لغيره.، فقال هارون: اتركونا ياعبيد الدنيا، المغرور من غررتموه والشقي من أهلكتموه، وإن سفيان أمة وحده فاتركوا سفيان وشأنه.، ثم لم يزل كتاب سفيان إلى جنب هارون يقرؤه عند كل صلاة حتى توفى...
رحمة الله على الخليفة هارون الرشيد وُعظ فاتعظ وسمع لنصيحة العالم سفيان الثوري ولم تأخذه العزة بالأثم ويعمل بوصية حاشيته الفاسدة.، فليتك تتعظ أنت أيضاً وليتك تسمع لنصيحة العالم الجليل سفيان الثوري وتدع ظلمك والظالمين من حولك.
أمير القلوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق