٠٢‏/٠٤‏/٢٠٠٨

الإخوان.. والعجوز العقيم



عندما تأملت في الواقع الذي نعيشه تذكرت قصة سيدنا إبراهيم وإمرأته عندما جاءتها البشرى بأنها سوف تلد غلاماً وهي قد قاربت المائة عام،
قال الله تعالى: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ && فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } سورة الذاريات، أي فلطمت وجهها تعجباً مما سيحدث.. كيف ستلد وهي عجوز عقيم لم تلد من قبل، ولأنه لم يحدث مثل هذا من قبل وكانت هذه معجزة خاصة بهم فقط .
ومع إختلاف الوصف الإصطلاحي كان هذا حال هذا النظام الفاسد مع ما طرحه وسعي إليه الإخوان على مدار السنين الماضية بالبشرى لإصلاح حقيقي في شتى المجالات سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية وكل ما نادى به الإخوان من إطلاق الحريات العامة والعدل والشورى ونشر الديموقراطية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة، وكان هذا عبارة عن وقوف الإخوان بجانب كل فرد وطني غيور على مصلحة هذا الوطن سواء كان من الحزب الوطني أو أي حزب آخر لأنهم يريدون أن يكونوا خداماً لهذا الوطن وعبيداً لله ولله فقط، ولكن كان رد النظام ذا العقلية الفرعونية ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، فاستمر في بطشه بجميع الشرفاء والقوى الوطنية وعلى رأسهم الإخوان، وبدأت الإعتقالات وأستمر مسلسل القهر والظلم والإستبداد والإستحواذ على كل فرصة تتاح للإصلاح، وكانت آخرها المهزلة التي حدثت عند تقديم أوراق الترشيح لإنتخابات المحليات، والعراقيل الغير مسبوقة التي وضعت أمام المرشحين، ومما يزيد الأمر بلاهة وغباء أنهم سوف يمنعون الناس أصلاً من دخول لجان الإنتخابات ليدلوا بأصواتهم ومع ذلك سيقوموا بتزوير النتائج، فلا أدري أهذا غباء أم تخبط في أروقة متخذى القرار..؟، أم أنهم أبوّ إلا أن يعلنوا عن إستكبارهم وبطشهم وأنهم أصحاب الكلمة وأنه لا يحدث أي شئ صغيراً كان أم كبيراً إلا بعلمهم وأمرهم، وأعتقد أن النظام وأعوانه الفاسدين قد كشفوا عن نواياهم الحقيقية التي لا تدع مجالاً للشك أنه لن تجدي أي محاولة للإصلاح مع هذه القوى الغاشمة والنظام العقيم، ولكن الحل في التغيير والتغيير الكامل والشامل لهذه المجموعة التي إحتلت مصادر العطاء في الوطن وصادرت كل الحريات ونهبت كل الخيرات وصادرت الإرادة الحقيقية للشعب وكان كل مهمتهم خدمة أنفسم وليس خدمة الشعب والوطن، وكان رد هذا النظام أنه صك وجهه وقال عجوز عقيم،والواقع أنه لم ولن تولد الحرية والديموقراطية من هذا النظام العقيم...



فالواجب على كل فرد في هذا الوطن أن يعمل على توعية الناس بحقوقهم و السعي إلى التغيير السلمي، والتضحية من أجل الوطن، وفضح كل الفاسدين والظالمين في أي مكان، ومساندة كل من يحاول السعي للقضاء على الفساد والمفسدين، وأن يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (39) سورة الأحزاب، وقال أيضاً: {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (44) سورة المائدة، فلنتوكل على الله وليكن شعارنا في سعينا شعار المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تحزن إن الله معنا)، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) سورة آل عمران.
{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
أمير القلوب

١٧‏/٠٣‏/٢٠٠٨

أين همتنا.......؟


المتأمل للواقع الذي نعيش فيه يرى أناساً بلا عزيمة ولا إرادة، وللأسف الشديد وجدت الكثير الكثير من الناس وخصوصاً الشباب ليس لديهم الرغبة أصلاً في تغيير وضعهم الحالي أو يندبون وضعهم الحالي ولا توجد لديهم العزيمة التي تدفعهم لهذا التغيير، وإن وجد من يحاول التغيير من نفسه وسلك الطريق تراه يقف في وسط الطريق حائراً لا يدري ماذا يفعل، وقد يبدأ في إقناع نفسه بالفشل وعدم الفائدة مما يفعل ويستسلم لليأس.
ولهذا كان تسائلي.. أين ذهبت همتنا..؟، وأين ضاعت عزيمتنا..؟

نحن أمة لا تعرف اليأس والإحباط أبداً، ولايعرف الكسل والخمول لنا طريقاً لأننا نحمل أعظم رسالة عرفتها البشرية وهي الإسلام، وأعظم منهاج عرفه التاريخ وهو منهاج هذه الدعوة المباركة، على خير طريق وهو طريق الأنبياء والمرسلين، نعم نريد أن تكون أرجلنا في الثرى وهمتنا في الثريا، نريد أن تكون لأقدامنا أثارها على الطريق نريد أن ننتشر بين الناس ونبين لهم ما غفلوا عنه وندلهم على طريق الحق نريد أن يكون لنا بصمة في كل شبر على هذه الأرض،

نعم نريد هذه الهمة العالية والإرادة القوية مع الثقة واليقين في الله عز وجل.
إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن الخافقات لها سكون
وإن ولدت نياقك فاحتلبها *** فلا تدري الفصيل لمن يكون

*قال الشيخ عبدالقادر الجيلاني لغلامه:
"ياغلام: لا يكن همك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح وما تسكن وما تجمع كل هذا هم النفس والطبع، فأين هم القلب..؟، همك ما أهمك، فليكن همك ربك عز وجل وما عنده"

نعم نريد أن يكون همنا كل همنا هو الله عز وجل وكل ما بعد ذلك هين.
قال حكيم من الحكماء:
"لما كنت حدثاً كنت أتصور أن الرعد هو الذي يقتل الناس، فلما كبرت علمت أن البرق هو الذي يقتل، ولهذا عزمت من ذلك الحين على أن أقل من من الإرعاد وأكثر من الإبراق"
وكان لصديق لي قصة حيث تعرض لإبتلائين كان أولهما أشد وقعاً عليه من ثانيهما ولكن كانت نفسه مطمئنة مليئة بالثقة واليقين في الله عز وجل،وبالثبات والتضحية من أجل هذه الدعوة المباركة وبعد مرور الوقت بدأ اليأس يتسرب إلى قلبه وبدأ يفقد السيطرة على مشاعره، ولكن جاءته تذكرة ورسالة سريعة وشديدة اللهجة سمعها من شريط لم يكن يسمعه أصلاً ولكن وقعت يده عليه وفتحه وإذا به يسمع الشيخ يقول:
ياضعيف العزم ويادنيئ الهمة

أين أنت..؟، أين أنت..؟

لا تستطل الطريق، الطريق طويل، طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، وألقي في النار الخليل، وأفجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس ولبس في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيي، وقاسى الضر أيوب، وزاد بكاء داوود، وعالج الأذى محمد صلى الله عليه وسلم،

ولكنكم قوم تستعجلون.. ولكنكم قوم تستعجلون..
عندها سأل نفسه.. لماذا اليأس؟ ولماذا القنوط؟، نعم هذا هو الطريق الذي أخترته هذا أعظم الطرق وأفضلها وأشرفها ، وبدأ يتسائل ما الذي فعلته أنا؟ وما الذي قدمته على الطريق الذي أظن أنه قد طال ولن ينتهي؟، هؤلاء الأنبياء والمرسلين ومن بعدهم الصحابة الكرام قد ضحوا وبذلوا وأعطوا لذلك أثمر الطريق وجاء التمكين.
ويقول الأستاذ المودودي رحمه الله تعالى:" إنه من الواجب أن تكون في قلوبكم نار متقدة تكون في ضرامها -على الأقل- مثل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابناً مريضاً ولا تدعه حتي تجره إلى الطبيب، أو عندما لا يجد في بيته شيئاً يسد به رمق حياة أولاده فتقلقه وتضطره إلى بذل الجهد والسعي، إنه من الواجب أن تكون في صدوركم عاطفة صادقة تشغلكم في كل حين من أحيانكم بالسعي في سبيل غايتكم، وتعمر قلوبكم بالطمأنينة، وتكسب لعقولكم الإخلاص والتجرد، وتستقطب عليها جهودكم وأفكاركم بحيث إن شؤونكم الشخصية وقضاياكم العائلية إذا إسترعت اهتمامكم فلا تلتفتون إليها إلا مكرهين، وعليكم بالسعي ألا تنفقوا لمصالحكم وشؤونكم الشخصية إلا أقل ما يمكن من أوقاتكم وجهودكم، فتكون معظمها منصرفة لما اتخذتم لأنفسكم من الغاية في الحياة، وهذه العاطفة ما لم تكن راسخة في أذهانكم ملتحمة مع أرواحكم ودمائكم، آخذة عليكم ألبابكم وأفكاركم، فإنكم لا تقدرون أن تحركوا ساكناً بمجرد أقوالكم، والحقيقة أن الإنسان إذا كان قلبه مربوطاً بغايته، وفكره متطلعاً إليها، فإنه لا يحتاج إلى تحريض أو دفع...، واسمحوا أن أقول لكم: إنكم إذا خطوتم على طريق هذه الدعوة بعاطفة أبرد من تلك العاطفة القلبية التي تجدونها في قلوبكم نحو أزواجكم وأبنائكم وأمهاتكم فإنكم لابد وأن تبوؤوا بالفشل الذريع" .

وأقول لك أخي الحبيب: لابد أن تكون رؤيتك لهدفك أو غايتك واضحة أمام عينيك وتجرى منك مجرى الدم في العروق، وتكون رؤيتك هذه تشغلك في كل وقت وحين، وتتصدر قائمة إهتماماتك وشئونك الحياتية لكي تصل إلى غايتك المنشودة، فما بالك لو كانت غايتك هو الله عز وجل...، فعليك بتحديد غايتك ولا تتكاسل ولاتسوف ولاتجعل الله أهون الناظرين إليك ولا تجعل غيرها يتخطاها ويشغل بالك أكثر منها، فإن النفس إذا رسمت طريق ما أو حددت غاية ما سوف تسلك له كل الطرق، وتفرض الفروض، وتبحث عن جميع الوسائل، وتستخدم كل الإمكانيات للوصول إلى هذا الهدف، ومن هنا فعليك بترتيب أولوياتك (الأهم فالمهم)، والقيام ببعض الخطوات الإيجابية لكي تتضح لك الرؤية..

وليكن شعارنا دائماً مهما كانت الظروف ومهما كانت النتائج شعار المصطفى صلى الله عليه وسلم

(لا تحزن إن الله معنا).

أمير القلوب

٠٩‏/٠٣‏/٢٠٠٨

إعتذار وشكر وعتاب

أولاً: أود أن أعتذر إلى كل من تواصل معي وتابع المدونة ولم أتمكن من التواصل معه أو متابعة تعليقاته والرد عليها وأعتذر أيضاً عن هذا الإنقطاع ولكن كان هذا لظروف خارجه عن إرادتي .
ثانيا: كان من الواجب أن أتقدم بالشكر والعرفان والإمتنان إلى كل أخ أو أخت تواصلوا معي عبر بريدي الإليكتروني وكانوا دائما ً في سؤال عني وعن سبب غيابي وإنقطاعي عن التدوين الفترة الماضية وهؤلاء لهم كل التقدير والإحترام.
ثالثاً: لي عتاب على من كان دائماً في متابعة للمدونة ولم يكلف نفسه بالسؤال عن أخيه وعن سبب غيابه.
حياكم الله جميعاً
ودمتم بألف خير
أمير القلوب

٠٤‏/٠٢‏/٢٠٠٨

خصال الخير

قال ابن لقمان لأبيه: ياأبت أى الخصال من الإنسان خير؟
قال: الدين
قال: فإذا كانت اثنتين؟
قال: الدين والمال
قال: فإذا كانت ثلاثة؟
قال: الدين و المال والحياء
قال: فإذا كانت أربعاً؟
قال: الدين والمال والحياء وحسن الخلق
قال: فإذا كانت خمساً؟
قال: الدين والمال والحياء وحسن الخلق والسخاء
قال: فإذا كانت ستاً؟
قال: يابني إذا إجتمعت فيه الخمس خصال فهو تقي
والله ولي من كان من الشيطان برئ.
أمير القلوب

١١‏/٠١‏/٢٠٠٨

**رسالة حب إلى أخي**



لعل رسالتي هذه ستكون موضع إنتقاد من الكثيرين (سيقولون أنه شخص عاطفي ولا يحكم عقله)، ولكن ستكون أيضاً موضع إتفاق مع آخرين(وهؤلاء مثلي)،وأقول أن الفلب والروح والعاطفة لهم موضعهم، والعقل والمادية والتفكير لهم موضعهم، وعلينا كأمة وسطية أن نعمل في منظومة متوازنة لكي نعطي كل موقف حقه من غير إفراط ولا تفريط، وهذا ما أردته لعلي أجد لحيرتي وغليان قلبي حلاً، وأنا هنا وددت أن أطرح على حضراتكم هذه الرسالة لكي أعرف رأيكم فيها وفي مدى صدقها، في زمن قلت فيه المشاعر وتلاشت فيه معاني الحب الراقية الصادقة، ولعلى أصل معكم إلى نقطة إتفاق، وهنا أطرح تساؤلاتي:
هل معني الصداقة والحب في الله أصبح في زمننا هذا مقتصر على الأمور المادية فقط (كل ماهو ملموس على أرض الواقع)..؟
هل التعبير عن الحب (الكلمات الرقيقة والنظرات الحنونة والشوق والحنين) لا يكون بين الصديق وصديقه ولكن يقتصر على الحبيبة أو الزوجة فقط ..؟
هل فقدنا الإحساس بالروح وإحتياجها إلى كفايتها من المشاعر والأحاسيس..؟
هذه بعض التساؤلات التي تدور في خاطري الآن ويوجد الكثير الكثير، ولكن حتى لا أطيل عليكم سأترككم مع رسالتي وأنتظر ردودكم ورأيكم وتجاربكم لعلي أجد فيها ما يريح قلبي

السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أخي وصديقي الحبيب
عذراً.. لا أريد أن أثقل عليك
عذراً.. لا أريد أن أحملك فوق طاقتك
عذراً.. لا أريد أن أظل أعاتبك فقد أشفقت عليك من كثرة عتابي لك وقد مللت أنا أيضاً
لا أريد أن يحمل قلبي من جانبك ما قد يقلل حبي لك أو يجعله يقسُ عليك {وهذا ما يجعلني أعاتبك}
عذراً.. لا أريد أن أظلمك... فأنا أعلم مدى حبك لي...، وأعلم مقدار معزتي في قلبك
ولكن....!!! ما مدى هذا الحب..؟ هل يساوي حبي لك؟وما مدى حرصك للتعبير لي عن هذا الحب..؟هل يساوي مدى حرصي للتعبير عن حبي لك في نظراتي وهمساتي وكلماتي؟ وما مقدار معزتي عندك..؟ هل تساوي معزتك في قلبي؟ وما مقدار لهفتك على رؤيتي..؟ هل تساوي لهفتي على رؤيتك في كل وقت ومهما كانت المدة أو الظروف؟ وما مقدار إهتمامك بي..؟ هل يساوي مقدار إهتمامي بك؟وما مقدار حرصك على خصوصية صداقتنا..؟ هل تساوي مقدار حرصي عليها؟ وما مقدار حرصك على معرفة ما يدور في خاطري ويشغلني ..؟ هل يساوي مقدار حرصي على ذلك؟ وما مقدار حرصك على تجنب ما يغضبني وسرعة محاولة الأعتذار لي إن غضبت..؟ هل تساوي حرصي على ذلك؟ هل تشعر أن شيئاً ينقصك عندما تكون بعيداً عني..؟ هل تشعر بالإحتياج لي عندما تواجهك مشكلة ما لكي تحكي لي ما حدث..؟ هل أكون أنا أول شخص يخطر على بالك لمشاركتك أسرارك..؟ هل تحب أن نكون سوياً في كل وقت تقضي فيه حاجاتك من لعب وتنزهات وتسوق..؟هل تحب وتسعى إلى أن يجمعنا عمل مشترك..؟ هل تحب أن نجلس نقرأ القرآن سوياً..؟ هل تحب أن نردد الأذكار سوياً..؟ هل تكون حريصاً على إيقاظي لصلاة الفجر وتحب أن نصلي سوياً لو أمكن ذلك..؟
عذراً...هل تشعر بأننا {أنا وأنت} شخصاً واحداً..؟
حاول الإجابه على هذه الأسئله وأخبرني بها.. لقد حاولت أن أحظى بلحظات من تلك الدقائق التى أراك فيها لأتحدث إليك وتتحدث إلى ، لأفتح لك قلبي وتفتح لى قلبك ، لأبث إليك أشواقي وحبي وتبث إلى أشواقك وحبك،لأضع رأسي بين ساعديك وأشكوا لك همي وتضع رأسك بين ساعدى وتشكوا لى همك.، ولكن أنى لى ذلك وأنت دائماً على عجلة من أمرك أو يغلب عليك حرصك على إرضاء الآخرين من حولك.، لقد حاولت مراراً وتكراراً أن أصبر وأتحمل ما يجرح قلبي ومشاعري ولكن لا أريد أن أظلم قلبي وأقسُ على نفسي... فهذا هو بعض الحب الذي أعرفه.. وهذه هي بعض المشاعر التي أشعر بها.. وأكنها لك..
إن أخاك الحق من كان معـك * * * ومن يضـر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك * * * شتت فيك شمله ليجمعك
وعندي سؤال لك...
هل تعرف ما هو الحب..؟؟ هل تعلم كيفيته..؟؟ هل تعلم علاماته..؟؟
الحب كلمة جميلة لا يمكن وصفها ..موجودة بداخل الإنسان تستفز فيه كل مشاعر الشوق والغيره والحرمان..والحب أصله في لغة العرب الصفاء وعلى هذا عرفوا المحبه بأنها: هو غليان القلب عند الإحتياج لرؤية المحبوب، والحرص على رؤيته في كل وقت..(الفقرة السابقة منقولة)، وهو ذاك الشعور الذي يدفعك إلى عمل كل شئ يحبه المحبوب {بدون تردد أو تفكير}.،فما بالك لو كان هذا الحب في الله ولا يخفى عليك أن الحب في الله يوجب محبة الله لنا.. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{ قال الله تعالى : وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في وللمتزاورين في وللمتباذلين في}..(مالك).،ولا يخفى عليك أيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه}..(الطبراني).، ولا يخفى عليك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:{سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.... منهم: رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه}..(البخاري).، ولا يخفى عليك أيضاً موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد ورد عنه في السيرة أنه لما صلى الفجر قال:أين معاذ؟ قال: ها أنذا يا أمير المؤمنين
قال: تعال.. لقد تذكرتك البارحة فبقيت أتقلب على فراشي حباً وشوقاً إليك فتعال..فتعانقا
وتباكيا
نعم هذا هو الحب .. فأين نحن من ذلك الحب..؟..، ولا يكون الحب بالكلام فقط... ولكن يكون بالأفعال والمواقف وتبادل المشاعر ورقة الإحساس وتعبير اللسان ولا ينقص الحب مهما كانت الظروف ومهما تغير الزمان أو المكان ومهما تغيرت الوجوه وجدّت علينا وجوهاً أخرى ومهما كنا بين الناس تظل شمس الحب ترسل أشعتها الدافئة ويظل نجمه ساطعاً في القلوب وتظل العيون ترسل إشارات الإهتمام لمن تحب حتى لا تنقطع صلة القلوب.، حتى وإن كنا حريصين على إرضاء الناس من حولنا هذا لا يجعلنا نهمل قلوباً طالما إشتاقت إلينا.... وعيوناً دائماً تصر على رؤيتنا.... ولساناً دائماً ينادينا بما يحب أن يسمع صاحبه.... حتى وإن كان الوقت لايتسع فمن الممكن جداً بدقيقة واحدة أو كلمة واحدة أن نعبر عما نحمله من مشاعر وأحاسيس وبين هذا وذاك فإن الحب يزيد ولا ينقص.....لأن الحب كالطفل يزداد في كل يوم جمالاً ويكبر
تحديث: (1)لقد كتبت رسالتي هذه منذ فترة بعيدة (وأنا هنا لست بصدد توجيهها إلى شخص بعينه)، ولكن عندما أردت أن أطرح موضوع الحب في الله وددت أن أحدث من خلال رسالتي هذه نوعاً من إثارة الجدل حول مضمون هذه الرسالة لكي الفت الإنتباه إلى هذه المعاني السامية والمشاعر الرقيقة
(2) أنا لم أقصد بالتساوى في رسالتي التساوي بمعناه الإصطلاحي، ولكن لا أريد أن تكون الثقافة السائدة بيننا أن الحب والعطاء من الجانب الآخر أقل أو يقف عند حد معين مجمداً، وإلا فأين نحن من قول الرسول صلى الله عليه وسلم(ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه)، فالتعيبر هنا بأشدهما لا يقف عنده حد ولا ينتهي عنده عطاء، فلابد وأن نكون أكثر عطاءاً وأكثر وداً وأكثر تعبيراً عن مشاعرنا
وهذا ما أردته أن يكون هناك تنافس في تبادل الحب والتعبير عن المشاعر وإغتنام كل فرصة يتاح عندها الخلو والسمو بهذه المشاعر بين المتحابين
ملحوظة: أستأذنكم أني سأترك هذه الرسالة فترة حتى أتوصل إلى أكبر عدد من الآراء لكي أستطيع تكوين رؤية واضحة عن هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر
أمير القلوب


٠٤‏/٠١‏/٢٠٠٨

نحن أحفاد النبي

لا أدري لماذا هذا الذل والخنوع والإستكانة التى تسيطر على مشاعر المسلمين، أهو شعور بالإنكسار والخضوع أمام جبروت أعداء الإسلام...؟ أم هو اللامبالاه وعدم الشعور بعظمة هذا الدين وعظمة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، هذا الدين الذي حمل رسالته المصطفي صلى الله عليه وسلم وأبى أن يتركها مهما تكن التهديدات، أو الإغراءات، أوالمضايقات...
هل رأيت موقف الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم الذي ذهب فيه أشراف قريش إلى أبي طالب قائلين له: (ياأبا طالب إن لك سناً وشرفاً ومنزلةً فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا.. وإنا -والله- لا نصير على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين).. ويبعث أبو طالب إلى ابن أخيه ويقول له: (ياابن أخي.. إن قومك قد جاءوني وكلموني في أمرك، فأبق علىّ وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر مالا أطيق).. ماذا يكون موقف الرسول اليوم..؟ والرجل الوحيد الذي كان يقف إلى جانبه ويحميه منهم بدأ في الإنكسار والخضوع أمامهم..، ويبدو وكأنه سيتخلى عنه..لأنه غير قادر ولا مستعد لمواجهة قريش التى هددت وتوعدت بالنيل منهم.. ماذا يكون موقف الرسول حين إذ..؟ هل كان شعور بالذل واالخنوع والإنكسار أمام هذا الجبروت أم كان شعور عزة وفخر وعظمة بهذا الدين والتمسك به والدفاع عنه مهما كلفه هذا الأمر...
لم يتردد النبي صلى الله عليه وسلم في الإجابة ولم ينتظر حتى يأتيه شئ يثبت له يقينه، بل رد في ثبات وشموخ وعزة وفخر وبيقين راسخ: (والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه) صلى عليك الله ياحبيب قلبي يامحمد.. نعم نريد هذه الشجاعة نريد هذا الشموخ نريد هذا الإقدام والثبات ولكن مع اليقين والثقة في الله عز وجل.، استرد أبو طالب بعد سماعه ورؤيته لهذا الموقف إقدامه وإقدام آبائه وشد بكلتا يديه على يمين ابن أخيه قائلاً له: ( قل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشئ أبداً)..، لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يستمد قوته من عمه بل كان يستمدها من الله القوي العزيز.
نعم نريد هذه المشاعر المستمدة من ديننا وشريعتنا ونريد مثل هذه المواقف المستمدة من إيماننا وكرامتنا نحن من نصنع المواقف وليست هي التي تصنعنا نحن من إستسلمنا لهذه المشاعر السلبية وتركنا مشاعر كرامتنا وعزنا، ولعل المتأمل في السيرة النبوية يرى مواقف عدة ظهرت فيها هذه المشاعر القوية، ففي غزوة حنين حين تراجع المسلمون عن القتال بعد أن أعجبتهم كثرتهم وظنوا أنهم منتصرين ولكن كان لابد من أن يعلمهم الله درساً أن النصر ليس بكثرة العدد ولكن بأمر الله قال الله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} (25) سورة التوبة.، وفي هذه الساعة وقف الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي بأعلى صوته وبثقه ويقين وينادي: (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب)... هذه هي المواقف التي تظهر فيها شموخ الرسالة وعظمة الإسلام..
نعم نحن أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ، نحن أحفاد هذه الرسالة المباركة، نحن من حملنا الرسالة من بعد محمد صلى الله عليه وسلم، لابد وأن نرفع رؤوسنا، ونعلى هامتنا، ونفتخر بديننا، ونفتخر برسولنا صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر) صحيح الجامع

نريد أن يكون لدينا الشعور بعظمة هذا الدين ونعمل على علو شأنه ولنرددها في كل حين ونقولها مدوية ليسمعها كل من في الأرض والسماء : نحن أحفاد النبي.
أمير القلوب