٢٩‏/٠٨‏/٢٠٠٧

متى يسود العدل حياتنا


أتأمل في الحياة من حولنا وفي العصر الذي نعيش فيه الذي تسميه الحكومة العصر الذهبي أو عصر الديموقراطية والعدل والرخاء في ظل رعاية الأب الحنون السيد الرئيس الذي وكأنه لايدري عن أي ظلم يقع على شعبه أو أي فساد في حكومته الراشدة........إلخ، والسيدة الفاضلة التى تبحث هنا وهناك عن حقوق الطفولة والأمومة وترعاها وكأنها لا تدري عما يحدث لأطفال الشوارع وأطفال الملاجئ وأخيراً ما حدث من تعذيب للطفل محمد في قسم الشرطة في المنصورة حتى وفاته........إلخ، والأمهات التى تحمل على رأسها يومياً جراكن المياة من أماكن بعيدة إلى منازلهم لعدم وجود المياة أصلاً في المناطق التى يعيشون فيها........إلخ، والأبن البار المخلص الوطني العادل المنفتح على الغرب حتى يصل إلى كرسي الحكم (وده بُعده)، الذي يحمل لنا ولمصر كل خير و عدل ورخاء، ومن خلفهم حاشيتهم المنافقة وأعوانهم الظالمين،الذين يحاولون ليلاً ونهاراً في حماية أنفسهم بزيادة عدد الحراس والسيارات المصفحة وتعطيل المرور ووضع القوانين و تغيير الدستور بما يرونه هم فيه أمنهم وحمايتهم، فلا أجد بادرة أمل واحدة على أنه سوف يكون هناك عدل في ظل حكم هذا النظام الفرعوني (ذا العقلية الفرعونية: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) وأعوانه المستبدين الذين يبغون الفساد في الأرض بغير الحق.
أتذكر الموقف الذي حدث مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما إتسعت الفتوحات الإسلامية في عهده، وجاءه رسول أحد الملوك ومعه رسالة إلى أمير المؤمنين، ودخل المدينة وبدأ بالسؤال عن قصر أمير المؤمنين وهو في مخيلته أنه سيجده في قصره أو في مجلسه الملكي مع حاشيته، وإذ بشخص يدله على رجل نائم تحت شجرة ويلبس لباساً عادياً ويقول له هذا هو أمير المؤمنين...، لم يصدق رسول الملك ما يرى هل هذا هو الأمير؟ ينام تحت ظل شجرة وعلى الأرض؟أين قصره؟ أين لباسه الحريري؟ أين الخدم؟ أين الحراس؟ أين الحاشية؟ ألا يخاف على نفسه من غدر عدو؟ وقال مقولته الشهيرة: (حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر، وحكمنا فظلمنا فخفنا فانتصرتم علينا يامسلمين).
وأتذكر أيضاً حينما بعث أحد الولاة برسالة إلى الخليفة عمر بن عبدالعزيز يطلب منه مالاً يعينه على بناء سور حول عاصمة الولاية،
فأجابه عمر
وماذا تنفع الأسوار؟
حصن ولايتك بالعدل، ونقَّ طريقها من الظلم
وأتسائل متى يسود العدل حياتنا؟
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حكم فعدل فأمن فنام مطمئناً، أما أنت حكمت فظلمت فخفت فيويلك ياسواد ليلك ع اللى حتشوفه في الدنيا والآخرة.
أنتظر تعليقاتكم

أمير القلوب

٢٤‏/٠٨‏/٢٠٠٧

وتواصوا بالحق 1




:هذه سلسلة أحاول أن أبين فيها بعض المعاني والنصائح التى قد نكون غفلنا عنها بعض الوقت من باب وذكر لقول الله تعالى



{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (55) سورة الذاريات



ونريد أن نكون ممن يتواصوا بالحق ويتواصوا بالصبر..........



كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلى إبنه عبدالله:



أما بعد، فإنه من إتقى الله وقاه،



ومن توكل على الله كفاه،



ومن شكر له زاده،



ومن أقرضه جزاه،



فاجعل التقوى عماد قلبك، وجلاء بصرك،



فإنه لا عمل لمن لا نية له،



ولا أجر لمن لا خشية له،



ولا جديد لمن لاخلق له.









أمير القلوب

٢٠‏/٠٨‏/٢٠٠٧

القرضاوي...والوسطية الإسلامية


القرضاوي عالم الأمة الإسلامية
جلست أبحث عن بيانات أو موضوعات متعلقة بهذا العالم والشيخ الجليل الدكتور/يوسف القرضاوي أمد الله في عمره وجعله زخراً للإسلام والمسلمين، نعم إنه هذا العالم الذي كان وما يزال نرى فيه المنهج الوسطي المعتدل الذي يعبر عنه هذا الدين الحنيف في كل كلمة ينطق بها وفي كل فتوى يفتيها بدون إفراط أو تفريط، فدخلت على الإنترنت حتى أبحث وأستزيد من المعلومات التى أعرفها عنه، فوجدت مقالاً للدكتور/عبد المنعم أبو الفتوح فأعجبني جداً وهذا نصه:
د. القرضاوي ناظر المدرسة الإخوانية
[25/07/2007]
بقلم: د. عبد المنعم أبو الفتوح

هذه الورقة أُعدَّت لملتقى تلاميذ وأصحاب د. يوسف القرضاوي الذي عقد في الدوحة من 14 إلى 16 يوليو؛ باعتباره أحد المُجددين والمُجتهدين الذين أثروا الأمَّة بعطائهم

العلمي والفكري؛ غير ذلك فالشيخ القرضاوي بالنسبة لي شخصيًّا أستاذ وأخ وصديق حبيب؛ ما كان لي أن أتأخَّرعن تحيته في ملتقى تلاميذه وأصحابه؛ فالقرضاوي كان وما زال المِرفأ في كل عاصفةٍ والظل في كل هجير والناصح الأمين دومًا في كل حين.

تَدين الصحوة الإسلامية في السبعينيات بالفضل لعددٍ من الشيوخ والرواد في مقدمتهم الشيخ محمد الغزالي- رحمه الله- والأستاذ عمر التلمساني والشيخ الجليل يوسف القرضاوي أمَدَّ الله في عمره.

تلك الصحوة التي تُعد بحق الإحياء الثاني لما بدأهُ المصلحون الأولون مثل محمد بن عبد الوهاب والمهدي في السودان، وابن باديس وحسن البنا والسباعي والمودودي، وبطبيعة الحال نتيجةً لجهود الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم، وإذا كان الدكتور العلامة الشيخ القرضاوي قد ذكر أن شباب الجامعة هم الذين بدأوا بالصحوة، وهم الذين قادوها، ولا يستطيع أحدٌ أن يدَّعي أنه قام بالصحوة، لا الإخوان ولا غيرهم، ولكنها كانت انفجارًا صنعه الله، بدأت بشباب الجامعات في كليات القمة، وحتى الأزهر تأخَّر عن هذا، بل وحين بدأت الصحوة في الأزهر لم تبدأ في الكليات الشرعية، وإنما بدأت في كليات القمة أيضًا، فكانت الريادة لهؤلاء الشباب، إلا أن ما لم يذكره الشيخ الجليل هو: أن هؤلاء الشباب حين قاموا بصحوتهم- ومن فضل الله عليَّ أن كنتُ أحدهم- كانوا يتطلعون إلى شيوخٍ وروادٍ يشيرون عليهم بالأصوب والأحسن والأسلم، وكان الشيخ القرضاوي هو أحد أهم وأعظم هؤلاء الرواد إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، وكانت أعظم إشاراتهم هي الإشارة إلى وسطية الإسلام، التي كانت مدرسة الإخوان المسلمين تمثل تجسيدها الفكري والحركي واستطاعت من خلاله الصحوة الإسلامية في السبعينيات أن تتحرك بين الناس، وتُعبِّر عن نفسها وعمَّا تحمله من أفكار.

كانت الصحوة الإسلامية في هذه الفترة صحوة عقولٍ وأفكار يكتنِفُها بعض الغموض، وصحوة قلوبٍ ومشاعر وحماسة هائلة للدين، وصحوة اهتمام بقضايا العالم الإسلامي وصحوة إرادة وعزيمة، وصحوة عملٍ وسلوك مَثَّل القرضاوي لنا مدرسة الوسطية الإسلامية في أجمل معانيها؛ تلك الوسطية التي تعني الوسط بين النقيضين التَّشدُد الديني من ناحية والعلمانية الغربية من ناحيةٍ أخرى.

وممَّا دفع أبناء الصحوة الإسلامية إلى التعلُق والارتباط بالشيخ القرضاوي هو: أنه كان وما زال نموذجًا للعالِم المجاهد المدافع الصلب عمَّا يؤمن به ويراه حقًّا يعيش هموم المسلمين وقضاياهم مهما كلَّفهُ ذلك من تبعاتٍ وردود أفعال؛ فالمتعصبون يرفضون آراءه ويَعتبرونه (مُترخِصًا)، والصَّهاينة وبعض الدوائر الغربية ترى فيه العدو الأول للصهيونية، مُتشددًا ومُتعصبًا، ومن أكثر العلماء تحريضًا ضِد الصهيونية؛ وكذلك تراه غير مُرحبٍ به في بعض الدول العربية والإسلامية.

كل هذه المتناقضات تِجاهه تؤكد أن هذا الرجل على الطريق الصحيح، ويُمثِّل الوسطية التي يرفضها المتعصبون والعلمانيون، وفي المقابل فله في قلوب الملايين من المسلمين في أقطار الأرض كل تقديرٍ واحترامٍ ومحبة.

القرضاوي عالم موسوعي


القرضاوي عالم موسوعي فهو الخطيب والشاعر والكاتب والمجتهد وصاحب الفتوى؛ تجاوزت مؤلفاته أكثر من مائة كتابٍ غطَّت موضوعات إسلامية عديدة أهمها طريقة الدعوة إلى الله، وتحت هذا العنوان عشرات الموضوعات، وكذلك في الاقتصاد، وكتابه عن الزكاة- الذي حصل به على درجة الدكتوراة- أحد أهم المراجع المتخصصة في جوانب المال والأعمال، وتُوصف بأنها أفضل ما كتب في تاريخ الإسلام كله في هذا المجال، وله كتابات كذلك في العدالة الاجتماعية والنظام السياسي في الإسلام.

القرضاوي الآن وبحق الناظر القَويم لمدرسة الإخوان المسلمين، بما تمثله من تاريخٍ ونهجٍ ومواقف؛ فهو بِفهمه العميق لمعنى الوسطية التي هي عنوانٌ على رأس فكرة كما هي بالأحرى عنوانٌ للأُمَّة كلها.. وبتقدمه لهذا الفهم شرحًا وتأليفًا واجتهادًا يتأكد معه الوصف الذي لم أزد فيه على ذكر الحقيقة.

والواقع أننا تعلمنا من القرضاوي أن الإسلام منهج وسط في كل شيء، في التصور والاعتقاد والتعبد والتنسك والأخلاق والسلوك والمعاملة والتشريع.

وهو الطريق الذي سمَّاه الحق تبارك وتعالى الصراط المستقيم، المنهج المُتميِّز عن طرق أصحاب الديانات والفلسفات الأخرى من المغضوب عليهم ومن الضالين الذين لا تخلو مناهجهم من غلوٍ أو تفريط ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (البقرة: الآية 143)، فأمتنا أمة العدل والاعتدال والتوسط في كل شيء والنصوص الإسلامية تدعو إلى الاعتدال والتوسط على طول الخط بوضوحٍ شديدٍ وتُحذر من التطرف والغلو والتنطع والتشديد أيضًا بوضوح شديد، والواقع أن الذي ينظر في هذه النصوص يتبيَّن له بما لا يَدع مجالاً للشك أن الإسلام يُكافح هذا الغُلو ويُحذر منه بشدة.

النَّبِي صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: "إيَّاكُم والغُلو في الدين فإنَّما هَلك منْ قبلكم بالغُلو في الدين".

ومن قبلنا هم أهل الأديان السابقة، الذي خاطبهم القرآن بقوله: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)﴾ (المائدة) فنهانا الإسلام أن نغلو كما غلوا.

تعلمنا من الشيخ الجليل القرضاوي أن الغلو قد يبدأ صغيرًا ثم تتسع دائرته ويتطاير شرره؛ فنقرأ معه شرحه وفهمه لحديث الرسول- صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- حين وصل المُزدلفة في حجة الوداع وقال لابن عباس: "هلم القط لي"- أي حصيات ليرمي بها في منى- قال: فلقطتُ له حصيات من حصى الخذف- فلما وُضِعن في يده، قال: "نعم بأمثال هؤلاء، وإيَّاكم والغُلو في الدين".. في إشارةٍ إلى أنه قد يأتي مَن يفهم أنه كلما كانت الحصوات كبيرة كان هذا أدل على عمق الاتباع فيدخل عليهم الغلو شيئًا فشيئًا؛ ولهذا لزم التحذير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "هَلك المُتنطِعون" قالها ثلاثًا: أولئك الذين وصفهم العلماء بالمتعمقين المجاوزين الحدود في أقوالهم وأفعالهم.

سمعنا وتعلمنا في مدرسة الإخوان المسلمين شرح القرضاوي لحديث رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "لا تُشددوا على أنفسكم فيُشدد عليكم فإن قومًا شَددوا على أنفسهم فشُدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم".

فيقول: قاوم النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- كل اتجاهٍ ينزع إلى الغُلو في التدين، وأنكر على مَن بالغ من أصحابه في التعبُّد والتقشف مبالغة تُخرجه عن حدِّ الاعتدال الذي جاء به، ووازن به بين الروحية والمادية، ووفَّق بفضله بين الدين والدنيا وبين حظ النفس من الحياة وحق الرب في العبادة التي خُلِقَ لها الإنسان.

وتتزكى بها نفسه ويرقى بها روحيًا وماديًا؛ ممَّا يَنهض بالجماعة كلها، ويقيمها على أساسٍ من الأخوة والتكافل دون أن يُعطل مهمة الإنسان في عمارة الأرض؛ فالصلاة والزكاة والصيام والحج عباداتٍ فردية واجتماعية في نفس الوقت فهي لا تعزل المسلم عن الحياة، ولا عن المجتمع بل تزيده ارتباطًا به.

هكذا حق لي أن أقول: إن الشيخ الجليل يوسف القرضاوي هو ناظر مدرسة الإخوان المسلمين، ولأن الإسلام العظيم علَّمنا ألا ننسى الفضل بيننا فنقول للشيخ القرضاوي في هذا الملتقى إن جيل الإحياء الثاني لجماعة الإخوان المسلمين، أو مَن يسمونهم جيل الصحوة الإسلامية في السبعينيات يشهد ويقر لك بالفضل أن قَيضك الله فتوضح ما غمض وتشرح ما التبس وتُسهل ما صعب مستشهدًا بقول الحق تبارك وتعالى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي)يوسف الآية 108.

نقلاًعن موقع إخوان أون لاين
أمير القلوب

أنا هو إلا أنه إياي

LOVEباقة










KISSESمع سلة







FACEنسكبها ع أجمل


PERSONيملكه أغلى






أخي وصديقي العزيز
حبيبي ونبض قلبي
د.محمد النجار

١٤‏/٠٨‏/٢٠٠٧

رسالة إلى الوالى


يامن وليت أمر المسلمين.. يامن ظلمت نفسك وظلمت شعبك.. يامن تركت أعوانك يسرقون وينهبون خيرات بلدك.. يامن لا تسمع إلا لحاشيتك وبطانتك الفاسدة.. إرجع إلى شعبك.. حاول أن تتواصل معه.. حاول ولو مرة واحدة أن ترفع الظلم عن شعبك.. حاول أن تدرك ما آلت إليه أحوال البلد.. حاول أن تتعظ بمن سبقك وليكونوا لك عبرة... وأقرأ هذه إن كنت تريد أن تعرف ولعلك تفهم....
كتب هارون الرشيد إلى سفيان الثوري يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبدالله هارون الرشيد أمير المؤمنين، إلى أخيه سفيان بن سعيد بن المنذر أما بعد.،
(ياأخي قد علمت أن الله تبارك وتعالى آخى بين المؤمنين، وجعل ذلك فيه وله، واعلم أني آخيتك مؤاخاة لم أصرم بها حبك، ولم أقطع منها ودك، وإني منطوٍ على أفضل المحبة والإرادة، ولولا هذه القلادة التى قلدينها الله لأتيتك ولو حبواً،لما أجد لك في قلبي من المحبة واعلم ياأبا عبدالله أنه ما بقى من إخواني وإخوانك أحد إلا وقد زارني وهنأني بما صرت إليه، وقد فتحت بيوت الأموال وأعطيتهم من الجوائز السنية ما فرحت به نفسي وقرت به عيني، وإني استبطأتك فلم تأتني، وقد كتبت إليك كتاباً شوقاً مني إليك شديداً، وقد علمت ياأبا عبدالله ما جاء في فضل المؤمن وزيارته ومواصلته، فإن ورد عليك كتابي فالعَجَل العَجَل.....).
وقد رد عليه سفيان الثوري بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد المذنب سفيان بن سعيد بن المنذر الثوري ، إلى العبد المغرور بالآمال هارون الرشيد، الذي سلب حلاوة الإيمان أما بعد: (فأني قد كتبت إليك أعرفك أني قد صرمت حبك، وقطعت ودك، وقليت {أى كرهت} موضعك، فإنك قد جعلتني شاهداً عليك بإقرارك على نفسك في كتابك بما هجمت به على بيت مال المسلمين، فأنفقته في غير حقه، وأنفذته في غير حكمه، ثم لم ترض بما فعلته وأنت ناء عني، حتى كتبت إلىّ تشهدني على نفسك، أما إني قد شهدت عليك أنا وأخواني الذين شهدوا قراءة كتابك، وسنؤدي الشهادة عليك غداً بين يدي الله تعالى..، ياهارون هجمت على بيت مال المسلمين بغير رضاهم، هل رضى بفعلك المؤلفة قلوبهم ، والعاملون عليها في أرض الله تعالى والمجاهدون في سبيل الله وابن السبيل..؟ أم رضى بذلك حملة القرآن وأهل العلم والأرامل والأيتام..؟ أم رضى بذلك خلق من رعيتك..؟ فشد ياهارون مئزرك، وأعد للمسألة جواباً، وللبلاء جلباباً، واعلم أنك ستقف بين يدي الحكم العدل، فقد رزئت في نفسك إذ سلبت حلاوة العلم والزهد ولذيذ القرآن ومجالسة الأخيار، ورضيت لنفسك أن تكون ظالماً وللظالمين إماماً.، ياهارون قعدت على السرير، ولبست الحرير، وأسبلت ستراً من دون بابك، وتشبهت بالحجبة برب العالمين، ثم أقعدت أجنادك الظلمة دون بابك وسترك، يظلمون الناس ولا ينصفون، ويسرقون ويقطعون السارق، ويشربون الخمور ويضربون من يشربها، ويزنون ويحدون الزاني، أفلا كانت هذه الأحكام عليك وعليهم قبل أن تحكم بها على الناس..؟ فكيف بك ياهارون غداً إذا نادى المنادى من قبل الله تعالى {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}.، أين الظلمة وأعوان الظلمة، فقدمك بين يدي الله تعالى ويداك مغلولتان إلى عنقك، لا يفكها إلا عدلك وإنصافك، والظالمون حولك وإنك لهم سابق وإمام إلى النار، كأني بك ياهارون وقد أخذت بضيق الخناق، ووردت المساق، وأنك ترى حسناتك في ميزان غيرك، وسيئات غيرك في ميزانك زيادة عن سيئاتك، بلاء على بلاء، وظلمة على ظلمة، فاحتفظ بوصيتي واتعظ بموعظتي التى وعظتك بها، واعلم أني قد نصحتك وما أبقيت لك في النصح غاية، فاتق الله ياهارون في رعيتك، واحفظ محمداً صلى الله عليه وسلم في أمته، وأحسن الخلافة عليهم، واعلم أن هذا الأمر لو بقى لغيرك ما وصل إليك وهو سائر إلى غيرك، وكذا الدنيا تنتقل إلى أهلها واحداً بعد واحد، فمنهم من تزود زاداً نفعه، ومنهم من خسر دنياه وآخرته، وإني أحسبك ياهارون ممن خسر دنياه وآخرته... فإياك إياك أن تكتب لى بعد هذا فلا أجيبك عنه والسلام).... فأقبل هارون يقرأ ودموعه تنحدر من عينيه، ويقرأ ويشهق، فقال له بعض جلسائه ياأمير المؤمنين لقد اجترأ عليك سفيان، فلو وجهت إليه وأثقلته بالحديد وضيقت عليه السجن كنت تجعله عبرة لغيره.، فقال هارون: اتركونا ياعبيد الدنيا، المغرور من غررتموه والشقي من أهلكتموه، وإن سفيان أمة وحده فاتركوا سفيان وشأنه.، ثم لم يزل كتاب سفيان إلى جنب هارون يقرؤه عند كل صلاة حتى توفى...
رحمة الله على الخليفة هارون الرشيد وُعظ فاتعظ وسمع لنصيحة العالم سفيان الثوري ولم تأخذه العزة بالأثم ويعمل بوصية حاشيته الفاسدة.، فليتك تتعظ أنت أيضاً وليتك تسمع لنصيحة العالم الجليل سفيان الثوري وتدع ظلمك والظالمين من حولك.
أمير القلوب

أين الأمن..؟ وأين الأمان..؟


بعد طول إنتظار وغيبة خارج مصرنا الحبيبة عدنا من الخارج كان أبي في رحلة عمل أو رحلة جمع الأموال التي يحلم بها جميع المصريين كنا لا نرى مصر إلا في الأجازات، كنا في بلد أوروبية عشنا فيها أيام الطفولة بمراحلها، وفترة الشباب بإنطلاقها، وتلقينا العلم هناك على أيدى معلمون غربيون ومصريون أدين لهم بالفضل، ومارسنا جميع الأنشطة هناك سواء كانت رياضية أم إقتصادية أم سياسية بحرية تامة وبدون أدنى إعتراض أو تصادم مع الحكومة أو النظام هناك مهما كانت رؤيتنا أو رأينا مخالف أو معارض لسياسة هذه الحكومة..،بل على العكس كنا نرى تشجيعاً منها على الإستمرار والتمسك برؤيتنا وآرائنا من خلال التعبير عنها بحرية تامة وفي إطارها السلمى .، وكثيراً جداً رضخت الحكومة لمتطلباتنا وآرائنا.، رغم أننا لسنا في وطننا الأصلي، كنا نحلم دائما بالرجوع إلى الوطن والإستقرار فيه، وفعلاً جاءت لحظة إتخاذ القرار بالعودة إلى الوطن كانت هذه اللحظة هى أسعد لحظات حياتي، وما أن بدأنا في تسوية الأمور الخاصة بالسفر ، عندها سمعنا خبر أن مجموعة من رجال الأعمال المصريين الشرفاء والذين نعرف بعضهم جيداً وتربطنا بهم علاقة صداقة قوية قد قبض عليهم وتم التحفظ على جميع أموالهم وممتلكاتهم وإحالتهم إلى محكمة عسكرية، عندها سألت نفسي ما المصيبة التى فعلوها ليحدث لهم ما حدث..؟ فأنا أعرفهم جيداً مثالاً للإحترام والتقدير من جميع من يعرفونهم وعلى صلة بهم وأنهم على قدر من التدين والإلتزام ..، عندها قاطع صوت أبي تفكيري وهو يحكي لوالدتي ما حدث ثم كانت المفاجئة التى لم أكن أتوقعها أنه قبض عليهم لأنهم أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين (المحظورة) ويعارضون سياسة النظام ويعملون على إصلاح البلد وينشرون الخير بين الناس.... {عندها عجز عقلي عن التفكير وإستيعاب الموقف وقلت هل هذه تهم توجه إليهم أم أنها أوسمه تعلق على صدورهم}.، نحن لاننتمى إلى أي تيار سياسي ولكن نعلم علم اليقين أن جماعة الأخوان المسلمين من التيارات المعتدلة على مستوى العالم وليس في مصر فقط و كون إدعائهم أنها محظورة فمن حظر نشاطها وتحت أي مسمى أو قانون يحظر نشاطها وكيف تكون محظورة ولها مايزيد عن ثمانون عضواً بمجلس الشعب ولها شعبيتها الكثيفة بين الناس وكون أنها تعارض سياسة النظام فنحن لا نرى للنظام سياسة أصلاً إلا سياسة البلطجة والظلم والقهر والفقر والجوع والعطش حتى هنا في الغرب يعرفون ذلك جيداً ..، عندها أصر والدي على أن نسرع في إجراءات السفر حتى نعود في أسرع وقت ، في تلك اللحظة شعرت أنا أيضاً لابد وأن أعود إلى وطني وعند وصولنا إلى مطار القاهرة الدولي وجدت يافطة عريضة في مدخل المطار مكتوب عليها قول الله تعالى: {ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين} قلت عندها أين الأمن..؟ وأين الأمان..؟ في ظل هذا النظام الظالم وكيف يأمن الفرد على نفسه وأمواله إن كان رأيه معارضاً لهذا النظام ، هذا إن كان النظام بيده الرعاية والحفظ والضر والنفع، أما وهذه الأشياء فبيد مالك الملك وهو القادر الحافظ المعز المذل الذي يرعانا جميعاً وأنه جعل الأمن في مصر بمشيئته وليس بمشيئة النظام فنحن متوكلون عليه وسائرون على هدى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعندها زاد إصراري على الإستقرار في مصر، وأن أشارك أهلي وشباب بلدي همومهم ومشاكلهم وأن نعمل سوياً على إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل وأن نبدأ في بناء مستقبلنا ومستقبل أبنائنا (إن كنت معك أن مستقبلنا نحن سوف يكون محدد المعالم ومحدد النجاحات).، ولكن فلبندأ ولنبحث عن مستقبل أبنائنا هنا تحت كل حجر وفي كل فرصة تتاح لنا فوق رمال وطننا الحبيب ومهما قابلنا من مشاكل فلنواجهها نحن بصدر رحب وعزيمة قوية إن كنا نريد لأبنائنا أن يعيشوا حياة طيبة في رخاء وإستقرار.،وإن كنا نحن حريصين على مستقبلهم ونخاف عليهم ونريد لهم مستقبلاً أفضل، أما إن تركناهم على هذه الأوضاع فسيكونوا في فقر أشد من فقرنا وقهر أشد من قهرنا وسيكونون هم من يصنعون مستقبلهم بإيديهم وعندها سيعرفون جيداً أننا نحن من فرطنا في حقوقهم وأوصلناهم إلى هذه الدرجة من الفقر وعند ذلك سيسخطون كل السخط علينا.، وبدأت أنا فعلاً في الإتصال ومخاطبة ومراسلة جميع أقاربنا وأصدقائنا ومعارفنا في الخارج وبدأت أوضح لهم حال البلد وما آلت إليه الأوضاع هنا وأن من حق البلد التي نشئوا وتربوا فيها أن يقفوا إلى جانبها في محنتها التى تمر بها وأن يعودوا لبناء مستقبل أبنائهم في وطنهم بدلاً من أن يبنوه على أرض غريبة غير أرضهم ويشربون ماءاً غريبة غير مياههم التى دائماً كانت تروي عطشهم.، وكانت المفاجئة في ردودهم علىّ فقد وجدت ترحيباً شديداً بالفكرة والإصرار منهم على العودة إلى الوطن والإستقرار فيه ومنهم فعلاً الكثير الذين وصلوا إلى مصر ونحن الآن بصدد التفكير ووضع الإستراتيجيات التى سنعمل بها في الفترة القادمة في نشر القضية والتعريف بها لكل من نعرف سواء في الوطن العربي أو في الغرب.
نقلاً عن صديقي:
المصري