أخي الحبيب
أما آن لك أن تتوب له..؟ أما آن لك أن ترجع إليه..؟ أينادى عليك الملك الودود وأنت تعرض عنه كيف...؟ ألم تسمعه يعاتبك على بعدك عنه ويقول:{ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}.،ويقول أيضاً: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغْفِرُونه }.، والله إنه كريم حليم.. يغفر الذنب العظيم.. يجيب المضطر.. ويكشف الضر.. كريم..حليم.. واحد.. أحد.. فرد.. صمد.. أقبل على الله.. إنكسر بين يديه.. وانطرح بين يديه.. واسأله من فضله وقل.. ياالله....ياالله.... اطلب منه العفو والمغفرة..يقول الله تعالى:{سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.، والله الذي لا إله غيره لو أنك أبصرت الراحة والسعادة والطمئنينة التي ستملئ قلبك... وتملئ عليك حياتك...والله ما ابتعدت قيد أنملة عن ربك كيف لا..؟ وربك يخبرك ويقول: {الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.، كيف لا تطمئن النفس والروح وهي تصفو وترقى عند إتصالها بخالقها والله لو أنك عرفت حلاوة ومذاق التوبة والرجوع إلى الله وفرحة المولى عز وجل بتوبتك.. ثبت في الصحيحين عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : {لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة, فانفلتت منه, وعليها طعامه وشرابه، فيأس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها -قد أيس من راحلته- فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح}.، ولو أنك عرفت ما أعده الله لعباده المؤمنين التائبين والعائدين إليه قال الله تعالى: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم}.، نعم بشراكم اليوم وهل توجد بشرى أفضل من الجنة..؟ والله نعم البشرى ونعم الفوز ..وأي فوز وأي نجاح أفضل من الجنة..؟ والله لهو الفوز العظيم.،وهل تعرف أن التوبة أمر من الله لعباده..؟ ألم تقرأ قوله تعالى:{ياأيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين ءامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير}.، ألا تريد أن يغفر الله لك .. ألا تتمنى الجنة .. عجباً لك..!!! ألا تتمنى مرافقة النبي في الجنة؟ .، ألا تعلم أن التوبة سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة.. قال تعالى:{ وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}.،ألا تريد أن يبدل الله سيئاتك إلى حسنات قال سبحانه:{ إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}.، ألا تريد زيادة في الرزق و بركة في الأولاد وقوة في بدنك قال تعالى: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين}.، وقال أيضاً:{ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً}.،وبعد ذلك كله هل مازلت مصراً على معصية الخالق..؟ ألا تريد أن تكون ممن يحبهم الله ، قال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}.،وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه..!
أخي الحبيب: كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا أهوائنا مرة أخرى،من منا يخلو من الذنوب ومن منا لم يقع في المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ،فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم}..صحيح الجامع.،وقال صلى الله عليه وسلم:{لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التى أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم}..صحيح الجامع.، فلست أنا و أنت بمعصومين.. { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].، وإليك أخي الحبيب شروط التوبة الصادقة:
(1) الإعتراف بالمعاصي والذنوب: فلابد من الإعتراف بالخطا أولاً.
(2) الندم على ما سلف من المعاصى والذنوب:فلابد من الندم والأسف على ما أقترفته نفسك من المعاصي.
(3) الإقلاع عن هذه المعاصي والذنوب:فلا تصح التوبة مع الإصرار على المعاصي.
(4) العزم على عدم الرجوع لهذه المعاصي والذنوب:فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع إلى هذه المعاصي.
ولتعلم أخي في الله
أنه لا صغيرة إن واجهك عدله ولا كبيرة إن قابلك فضله
فبادر بالرجوع إليه والإنكسار بين يديه.. قال الحسن البصري: ( إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل)..،وإياك..إياك والإصرار على الذنوب وإن كانت من الصغائر فالإصرار على الصغيرة كبيرة ، ولتعلم أنه لا كبيرة مع إستغفار ولا صغيرة مع إصرار.
أخي الحبيب: هناك دلائل على قبول التوبه منها: أنك تجد الطاعة خفيفة على النفس وحلوة الشعور ومفتحة لها الأبواب وتجد المعصية ثقيلة على النفس مرة الشعور ومغلقة لها الأبواب .، جعلنا الله من عباده التوابين الأوابين المتطهرين وجعلنا رفقاء النبي في الجنة اللهم ءامين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق