عاشا ونشئا في بلد تحت الإحتلال تربا في بيوت المقاومين والشهداء وكانت اللحظة التي يحلم كل منهما في بناء أسرة وكانت رغبته هو بعد أن تخرج من كلية الهندسة وعمل مع المقاومة أن يجد فتاة تحمل نفس الطموحات وتعيش نفس الظروف، وكانت رغبتها هي ليست كأي فتاة تريد زوج فقط ولكن كانت تحلم بما كان يحلم به هو ، وعلى هذا كان اللقاء بعد أن رشحها له أباه وكانت المفاجئة توافق في الرؤى والأحلام وطبيعة التفكير، ثم كان الزواج سريعاً وعاشا حياة طيبة سعيدة ورزقهما الله بطفلهما الأول محمد وبعد فترة رزقا بطفل آخر أصر عندها الزوج أن يسميه يوسف، كانا في شدة السعادة بحياتهما التى منحهما الله إياها وكان أبو يوسف لايغيب عن البيت إلا في فترة العمل فقط، وفي يوم وهم جالسين لتناول العشاء إذ بالأخبار تؤكد إختراق جيش العدو منطقة من المناطق التى كانت تخضع تحت سيطرة المقاومة جن جنونهما و أخذ أبو يوسف ليتأكد من الخبر ثم جاءه من يخبره أنه رشح ليكون أحد المشاركين في صد قوات العدو، فرح أبو يوسف فرحاً شديداً رغم أنها لم تكن تلك المرة الأولى التي يشارك فيها في مثل هذه العمليات، بدأ في تجهيز نفسه لبس اللباس العسكري وقبل طفليه ثم جلس إلى زوجته وبدأ يتذكرا سوياً لحظات السعادة التى مرت بهما ثم قال لها وهو يودعها:لقد تمنيت دائماً أن يرزقني الله زوجة مثلك ..،كم أتمنى أن تكوني معي في الجنة، عليكي برعاية الأولاد فهم هبة الله لنا وربيهم على ما ربانا عليه آبائنا ليكونوا مثلنا وليكونوا قدوة لغيرهم وليحملوا الراية من بعدنا ثم ختم وقال: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه كانت الدموع قد إنهمرت من عينها فهي لم تسمع منه هذا الكلام من قبل في مثل هذه الأوقات قالت له بصوت حنون :أبا يوسف ماذا دهاك..؟ أبا يوسف لماذا هذه الكلمات..؟ لم يجبها وأنطلق..، ظلت بعدها في ترديد الدعاء أن يحفظه الله ويرده سالماً لهم.، مر يوم.. يومان.. ثلاثة أيام..لم يتصل أو تصل أخبار عنه سوى أن المقاومة في مواجهات شرسة مع قوات العدو وفي اليوم التالى بدأت المقاومة في تحقيق تقدم على قوات العدو، وفي كل يوم يمر يزيد الشوق ويزيد الحنين ويزيد الخوف أيضاً، وبعد مرور ما يقرب من عشرة أيام جاء خبر أن المقاومة قد نجحت في التصدى لقوات العدو وبدأت في الإنسحاب، كانت مشاعرها مختلطة بين الفرح بالنصر والخوف على زوجها.، ولكن بدأت تدعوا الله أن يكمل فرحتها ويرد لها زوجها سالماً.، كانت تنتظر بين دقيقة وأخرى أن يدق الباب ويصل الحبيب..، وبعد دقائق إذا بالباب يدق أسرعت نحو الباب... فتحته.......... إذا بزميل زوجها الذى كان معه في نفس المهمة أمامها...........أنقبض قلبها.. وقبل أن تسأله: أين أبا يوسف.. إذ به يقول لها:إصبري وأحتسبي زوجك عند ربك لقد إختاره الله من بيننا ليكون مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً،كتمت صرختها في جوفها نظرت إلى طفليها بدأت تفقد سيطرتها على أعصابها قالت:أبا يوسف أين أنت..؟ أبا يوسف إلى من تتركنا..؟، بدأت تسترجع كلماته الحنونة وتتأمل آخر ما قاله لها ثم إسترجعت وقالت: والله لن يضيعنا من إستودعتنا إياه.
أمير القلوب
أمير القلوب
هناك تعليق واحد:
اللهم إنا نسألك الشهادة في سبيلك
إرسال تعليق